" أخذ مالنا دون وجه حق !
هكذا سرقنا بكل بساطة وبمباركة الشريعة الظالمة
حتى حينما دفن والدنا لم يحضر الدفن كونه يقضي محكوميته في السجن "
قالت هذه الكلمات وبدأت في البكاء
ثم قالت بنبرة من الحزن : بالله عليك أيُّ شريعة هذه وأي قسمة قسمها الله له حين أعطاه أكثر مما يعطينا ، بل كيف يعطيه زيادة عمّا أعطاه في السابق ! فإبن عمنا هذا قد ورث من أبيه ومن أمه ، وبدد ثرواتهما في حياة السكر والمجون والمخدرات
وها قد جاء بعد وفاة عمّه مطالباً بحقه في الميراث ويريد إقتسام المال والعقار بعد بيعه معنا ليبدده هوَ الآخر .... تالله إنها لقسمة ضيزى "
لم أتحدث معها أو أفكر بمقاطعتها ، بل إكتفيت بالنظر إلى وجهها مستشعراً وجود بركان ثائر ممزوج بالسخط خلف تلك الملامح الحزينة ...
فأكملت كلامها بنبرة أخف قائلة : ليس هذا فقط بل إن المرأة التي تعيش مع زوجها 60 سنة وتتجرع معه الحياة بحلوها ومرّها ، تأتي شريعتنا من بعد وفاته لتسقيها كؤوس الحنضل ثمناً لوقوفها معه طيلة تلك السنين ، فتقوم بإكرام الغير بدلاً عنها ، وكأن من كان يطعمه ويسقيه ويقوم بخدمته مجرد خادمة لا تساوي شيئاً
هنا قاطعتها متسائلاً عن تلك الصورة ومن هم هؤلاء (الغير) الذين قدمتهم الشريعة على الزوجة
فردت قائلة : يا سيمبــــا ، تخيّل أن تتنازل المرأة عن حقها في الأمومة وأن يكون لديها أبناء بسبب عقم زوجها وتفضل عوضاً عن الإنفصال أن تكمل الحياة معه بإخلاص وحب لمدة 60 سنة ويتركها عن كبر إلى جوار ربه ، هنا أليس من العدل أن ترثه ؟
قلت : بكل تأكيد
قالت : فكم ترث يا ترى ؟
قلت : ثروته كلها ، لا ينتطح في أحقيتها له عنزان
قالت : بل تناطحت كل البهائم والأنعام في ذلك يا عزيزي ، فأعطوها من ماله الربع
قلت وقد تملكتني الصدمة : والله ما أقول إلا ماقلت أنتِ من قبل " تلك إذا قسمة ضيزى "
فمن يأخذ بقيّة التركه يا عزيزتي ( سألتها كي أصل إلى ( الغير ) الذين قصدتهم في مطلع الكلام )
قالت بضحكة ساخرة : الزوج المتوفي كان كبيراً في السن وعاش مع زوجته 60 سنة وهذا يؤكد على أن أبويه متوفيان من قبله بشكل منطقي ، فتذهب ثلاثة أرباع التركه إلى العموم وأبناء العموم إن كان الأعمام متوفيين أيضاً
بالله عليك ما الذي قدمه أبناء العم للمتوفى حتى يرثوا 75% من ثروته ، وأكررها حتى تستشعر فداحة التقسيم 75% من التركه
أليست هذه القسمة عنصريّة بغيضة تنظر إلى أبناء العم بنظرة الدم ، وتنظر إلى الزوجة وكأنها غريبة لا تستحق أكثر من ذلك كونها من عائلة أخرى
ألا ترى أن الشرع قد ضرب بكل تضحياتها عرض الحائط حارماً إياها من أن تعيش بقيّة حياتها بنفس المستوى بعد أن يكون قد فرّق المال بين أبناء العموم تاركاً لها الربع فقط !!!
قلت : سحقاً ، لا يمكن أن تكون هذه قسمة الله وشريعته ، بل هذه شريعة الأعراب
دعينا نعود للموضوع الأول أرجوك ، فقد يكون أخف وطأة من هذا
تنهدت وقالت : نحن عشرة فتيات ، توفي أبونا ولم يكن له من الأصول والفروع سوى إبن عمنا هذا والذين لا نعرف عنه شيئاً بسبب تجاهله لنا بشكل كامل
وعند تقسيم الثروه إتضح لنا أن نصيب إبن العم هو ثلث التركه أيّ ما يوازي تقريباً خمسة أضعاف ما ستحصل عليه الفتاة فينا
بالله عليك أيٌ منا أحق بالمال ، هل إبن العم الذي ليس من صلب والدنا أم نحن بناته الآتي من صلبه ؟ كيف يقضي الله بهذا لمجرد أن والدنا لم يرزق بصبي يرثه ويحافظ على ماله من أن يتخطفه الغير ؟ أحكمها أنت بعين المنصف
قلت : بل أنتنّ أحق بالمال منه
وأبصم لك بأصابعي العشر أن شرع الله لا يمكن أن يحكم بهذا.
قالت : ولكن هذا ما تمليه علينا كتب الفقه في باب الميراث.
قلت : بل هذا ما أملته علينا كتب التراث من العهد العباسي
عزيزتي تركتك تسترسلين دون جدال ، فإن أردت فهم اللعبة العباسيّة بشكل كامل ولتعرفي غرماءك الحقيقيين والذين سرقوا مالك بإسم الله والقرآن فعليك بهذه السلسلة من شرح المهندس محمد شحرور لكتاب الميراث من القرآن الكريم وكيف دخل الأعمام وأبناؤهم بعد ذلك ليقتسموا مال أبيكم معكم
ولتعلمي يا عزيزتي أن شرع الله لا يمكن أن يظلمك أبداً ، وثقي تماماً بأنه إن وقع عليك الظلم يوماً ما فإن هناك إمّا فقيه وكتب صفراء ،أو رجل دين أشعث اللحية خلف ذلك
هكذا سرقنا بكل بساطة وبمباركة الشريعة الظالمة
حتى حينما دفن والدنا لم يحضر الدفن كونه يقضي محكوميته في السجن "
قالت هذه الكلمات وبدأت في البكاء
ثم قالت بنبرة من الحزن : بالله عليك أيُّ شريعة هذه وأي قسمة قسمها الله له حين أعطاه أكثر مما يعطينا ، بل كيف يعطيه زيادة عمّا أعطاه في السابق ! فإبن عمنا هذا قد ورث من أبيه ومن أمه ، وبدد ثرواتهما في حياة السكر والمجون والمخدرات
وها قد جاء بعد وفاة عمّه مطالباً بحقه في الميراث ويريد إقتسام المال والعقار بعد بيعه معنا ليبدده هوَ الآخر .... تالله إنها لقسمة ضيزى "
لم أتحدث معها أو أفكر بمقاطعتها ، بل إكتفيت بالنظر إلى وجهها مستشعراً وجود بركان ثائر ممزوج بالسخط خلف تلك الملامح الحزينة ...
فأكملت كلامها بنبرة أخف قائلة : ليس هذا فقط بل إن المرأة التي تعيش مع زوجها 60 سنة وتتجرع معه الحياة بحلوها ومرّها ، تأتي شريعتنا من بعد وفاته لتسقيها كؤوس الحنضل ثمناً لوقوفها معه طيلة تلك السنين ، فتقوم بإكرام الغير بدلاً عنها ، وكأن من كان يطعمه ويسقيه ويقوم بخدمته مجرد خادمة لا تساوي شيئاً
هنا قاطعتها متسائلاً عن تلك الصورة ومن هم هؤلاء (الغير) الذين قدمتهم الشريعة على الزوجة
فردت قائلة : يا سيمبــــا ، تخيّل أن تتنازل المرأة عن حقها في الأمومة وأن يكون لديها أبناء بسبب عقم زوجها وتفضل عوضاً عن الإنفصال أن تكمل الحياة معه بإخلاص وحب لمدة 60 سنة ويتركها عن كبر إلى جوار ربه ، هنا أليس من العدل أن ترثه ؟
قلت : بكل تأكيد
قالت : فكم ترث يا ترى ؟
قلت : ثروته كلها ، لا ينتطح في أحقيتها له عنزان
قالت : بل تناطحت كل البهائم والأنعام في ذلك يا عزيزي ، فأعطوها من ماله الربع
قلت وقد تملكتني الصدمة : والله ما أقول إلا ماقلت أنتِ من قبل " تلك إذا قسمة ضيزى "
فمن يأخذ بقيّة التركه يا عزيزتي ( سألتها كي أصل إلى ( الغير ) الذين قصدتهم في مطلع الكلام )
قالت بضحكة ساخرة : الزوج المتوفي كان كبيراً في السن وعاش مع زوجته 60 سنة وهذا يؤكد على أن أبويه متوفيان من قبله بشكل منطقي ، فتذهب ثلاثة أرباع التركه إلى العموم وأبناء العموم إن كان الأعمام متوفيين أيضاً
بالله عليك ما الذي قدمه أبناء العم للمتوفى حتى يرثوا 75% من ثروته ، وأكررها حتى تستشعر فداحة التقسيم 75% من التركه
أليست هذه القسمة عنصريّة بغيضة تنظر إلى أبناء العم بنظرة الدم ، وتنظر إلى الزوجة وكأنها غريبة لا تستحق أكثر من ذلك كونها من عائلة أخرى
ألا ترى أن الشرع قد ضرب بكل تضحياتها عرض الحائط حارماً إياها من أن تعيش بقيّة حياتها بنفس المستوى بعد أن يكون قد فرّق المال بين أبناء العموم تاركاً لها الربع فقط !!!
قلت : سحقاً ، لا يمكن أن تكون هذه قسمة الله وشريعته ، بل هذه شريعة الأعراب
دعينا نعود للموضوع الأول أرجوك ، فقد يكون أخف وطأة من هذا
تنهدت وقالت : نحن عشرة فتيات ، توفي أبونا ولم يكن له من الأصول والفروع سوى إبن عمنا هذا والذين لا نعرف عنه شيئاً بسبب تجاهله لنا بشكل كامل
وعند تقسيم الثروه إتضح لنا أن نصيب إبن العم هو ثلث التركه أيّ ما يوازي تقريباً خمسة أضعاف ما ستحصل عليه الفتاة فينا
بالله عليك أيٌ منا أحق بالمال ، هل إبن العم الذي ليس من صلب والدنا أم نحن بناته الآتي من صلبه ؟ كيف يقضي الله بهذا لمجرد أن والدنا لم يرزق بصبي يرثه ويحافظ على ماله من أن يتخطفه الغير ؟ أحكمها أنت بعين المنصف
قلت : بل أنتنّ أحق بالمال منه
وأبصم لك بأصابعي العشر أن شرع الله لا يمكن أن يحكم بهذا.
قالت : ولكن هذا ما تمليه علينا كتب الفقه في باب الميراث.
قلت : بل هذا ما أملته علينا كتب التراث من العهد العباسي
عزيزتي تركتك تسترسلين دون جدال ، فإن أردت فهم اللعبة العباسيّة بشكل كامل ولتعرفي غرماءك الحقيقيين والذين سرقوا مالك بإسم الله والقرآن فعليك بهذه السلسلة من شرح المهندس محمد شحرور لكتاب الميراث من القرآن الكريم وكيف دخل الأعمام وأبناؤهم بعد ذلك ليقتسموا مال أبيكم معكم
ولتعلمي يا عزيزتي أن شرع الله لا يمكن أن يظلمك أبداً ، وثقي تماماً بأنه إن وقع عليك الظلم يوماً ما فإن هناك إمّا فقيه وكتب صفراء ،أو رجل دين أشعث اللحية خلف ذلك
صورة توضيحيّة لما يقوم به الكهنوت حسب الفقه العباسي
حسبنا الله ونعم الوكيل