الأحد، 24 يوليو 2011

هل الحجاب من توافه الأمور وقد أعطيتموه قيمة عظمى !


المرأه هاجس الصحونجيين والعلمانيين والليبراليين ..
ليس بالسعي لإنتزاع حقوقها والوجبات .. اهتامامهم بالتوافه من الأمور
سواقه وحجاب مابين تضييق وتشدد وانفتاح
إسترعاني هذا الرد من  أحد الأخوات  ووقفت عنده لبرهة اتأمل صياغته التي تعتمد على تشتيت ذهن القارئ وذلك بتمييع الموضوع وجعله أهون من أن يتم نقاشه في ظل وجود ما هوَ أهم منه ، وأنا هنا لا أتهم الزميلة العزيزة بتعمد ذلك (حاشاها) لأن هذه الإجابة المعلبة والجاهزة دائماً ما تتطرق للذهن تلقائياً بمجرد أن يقوم شخص ما بالحديث عن المرأة وحقوقها المهضومة في هذا المجتمع ذي الخصوصية البالغة التعقيد.
وفي هذا الموضوع سنحاول سويّاً أن نقتلع هذه الإجابة من وعي الفرد السعودي وخصوصاً المرأة السعودية ، ولن يتم لنا ذلك إلا بمعرفة القيم الفردية وطريقة تأثيرها في السلوك الإجتماعي.

الآن عزيزي القارئ عليك أن تتخيل السيناريو التالي :
تخيل أن والدتك أعطتك قبل وفاتها بلحظات مسبحة قديمة ومهترئة لا تفارق أناملها حتى إصطبغت برائحتها
وبعد دفنها أتاك شخص وطلب منك أن تبيعه تلك المسبحة ، فكم ستقدر ثمناً لها ؟
هل سيكفيك مال الأرض للتنازل عنها وقد دفنت صاحبته قبل دقائق ؟
قد تستغنى عن أغلى ما تملك مادياً في سبيل الحفاظ على ما تراه أنت في وجدانك أغلى معنوياً
إسأل نفسك ، مالذي جعل لتلك المسبحة هذه القيمة العظمى عندك رغم أنها لا تساوي شيئاً عند غيرك ؟
هذا تماماً ما يحصل في المجتمع السعودي
هناك بعض الأمور أخذت قيمة عظمى رغم أنها لا تساوي شيئاً
وأمور أخرى تستحق الجهاد من أجلها ولكنها تأخذ قيماً دنيا في وجدان الشعب
الشعوب المتقدمة تحترم الحريّات وتعتبر إتهاكها إنتهاكاً لأعظم القيم والحقوق لأفرادها وقد يشتعل الشارع الأوروبي لمجرد أن الحكومة تريد وضع ضوابط لحرية النشر الصحفي
في المقابل عندنا قد يسجن الفرد وتصادر حريته ويتم قمعه ولا يتحرك المجتمع ، بينما قد يغلي الشارع السعودي ويفور أفراده لمجرد أن فتاة تطالب بنزع الحجاب أو حرقه أو المطالبة بقيادة السيارة كما فعلت ( منال الشريف  )

ما الذي جعل للحرية قيمة صغرى وللحجاب قيمة عظمى ؟
مالذي يجعل الفرد فينا يستسلم طائعاً لأفراد الهيئة ويذهب للصلاة مكرهاً رغم أنه (((حرٌ))) في تأديت هذه الفريضة في البيت أو في أي مكان وليس لأحد الحق في إلزامه بها ؟
إن طريقة التربية التي ننشأ عليها لها دور كبير في غرس هذه الأمور في الوعي ، فطفلة صغيرة يتم إلزامها بالحجاب وهي لم تبلغ الحلم بعد لهو أكبر جناية يمكن ان تمارس ضدها ، وهي تستسلم للحجاب طائعة معتقدة أن هذا ما يجب أن تكون عليه كون المجتمع المحيط حولها ينظر للحجاب بنظرة التبجيل والأحترام
فالأهم هو أن تلبس الحجاب وتغطي شعرها في هذه السن



وفي الوجه الآخر ينشأ الطفل على مصادرة حريته ويتلقى الأوامر طيلة اليوم من والديه فإن دخل المدرسة أغرقناه بالكتب الدينية والتي تستند على خطاب الترغيب والترهيب والحلال والحرام وإفعل ولا تفعل والجنة والنار والمسلم والكافر ، فإن كبر تحول إلى أكبر مصادر للحريات ومنافح أبدي للرأي الأوحد مما تعلمه وهو صغير
فإن كان للحجاب هذه القيمة العظمى فالأولى بالمجتمع الإصلاحي أن يبدأ منه ، فهو ليس من توافه الأمور كما يدّعي البعض بل إنه أساس أي عملية إصلاحية للمجتمع كونه عائقاً متيناً وسداً منيعاً في وجه عمل المرأة وقيادتها
فإن إنهار الحجاب وأخذ قيمته من حيث هوَ حريه فردية تلتزم به من ألزمت نفسها دون وصاية من أهل أو مجتمع كان سقوط ما يليه هيناً وسهلاً حتى تأتي المطالبة بالحريات آخرها
فإن كان للمجتمع حريّة في الرأي فقد نجد من يقدم حلولاً ممكنة لقيادة المرأة كأن نفتح المجال لإستقدام سائقات أجرة يحلون مكان السائقين الذكور بعد ترحيل الفائض منهم ويكون عملهنّ محصور في الأسواق لإيصال من تريد (من وإلى بيتها) ومن تريد السفر من مدينة إلى مدينة وليس لديها من يوصلها إلى وجهتها ولا تحمل معها إلا النساء والأطفال في المشاوير داخل المدينة ، ويمنعها المرور من حمل الذكور ويتم ترحيلها وتغريم الشركة إن هي خالفت ، حتى يتعوّد المجتمع على رؤية المرأة خلف المقود طيلة اليوم ومن ثم يمكننا بعدها إحلال المرأة السعودية بدل الأجنبيّة على طريقة سعودة سائقات الليموزينات الأنثوية ، فإن تم ذلك فإن المجتمع سيتقبّل قيادة المرأة لسيارتها الخاصة دون أن يرهبه رجال الدين والمتزمتين ممن يريدون إيقاف عجلة المجتمع

إن الحجاب ليس من توافه الأمور بل هوَ أساس المشاكل كونه يحمل قيمة عظمى في وجدان الرجل السعودي ، وإن كنّا نريد للمجتمع الإصلاح والخير فعلينا أن ننزله إلى قيمته الحقيقية ونرفع من قيم الحريّات بدلاً عنه ... هذا والله من وراء القصد

ملحد يقرأ الآيات بعقلانية يرد على فتوى الفوزان البهيمية

التزاوج بمجرد البلوغ لا نجده إلا عند البهائم فبمجرد أن تبلغ البهيمة سن التزواج حتى يركب الفحل ظهرها ليقوم بتلقيحها
فإن كنّا ونسائنا من بهيمة الأنعام عند عضو هيئة كبار العلماء ، فإننا ولله الحمد ، قد كرمنا الرب عن هذه الأفعال ، كما كرمنا من قبل ذلك حين إرتقى بنا من مرتبة البشرية إلى مرتبة الإنسانية
فما بال بعض مشائخنا يريدون أن ينزلوا بنا إلى ما دون مرتبة البشرية لنمارس حياتنا ببهيمية

إقرأ فتوى الفوزان بالضغط على الرابط أدناه
http://www.okaz.com.sa/new/issues/20110713/Con20110713433289.htm

للرد على فتوى الفوزان الأخيرة والتي تساوي بين البشر والبهائم
فقد تركت هذه المهمة لزميل ملحد من خلفية إسلامية ينظر إلى الآيات بحيادية دون أن يتأثر بكتب الغابرين وأقوال المفسرين
وقد قام الزميل مشكوراً بوضع تصور إفتراضي أراه منطقيّاً جداً في أسباب تفسير الآيات وتحميلها مالا تحتمل ، يقول الزميل الملحد :

**********************************
اعتمد فهم المفسرين للآية على أنها تخص الصغيرة على قراءتهم لها في ظل ظرفين
الأول
هو المرويات الكثيرة التي صاحبتها والتي نشك فيها بدورنا ولا نذكرها إلا في محفل النقاش مع أهل السنة
والثاني
في ظل مجتمع ذكوري تهبط على رأسه كل يومٍ ومن حيث لا يحتسب أطنان من ملكات اليمين والكثيرات منهن لم يبلغن المحيض

وبناءً على هذه الظروف فقد اعتبروا أن الآية مكونة من ثلاث جمل، الأولى هي ( وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) فاعتبروا أن اللائي لم يحضن معطوفة على اللائي يئسن من المحيض ولهن نفس الحكم، وجاء في إعراب القرآن لابن ءاجروم (قوله ‏"‏واللائي لم يحضن‏"‏‏:‏ اسم موصول معطوف على ‏"‏اللائي يئسن‏"‏، وقوله ‏"‏وأولات‏"‏‏:‏ مبتدأ، خبره الجملة الاسمية ‏"‏أجلهن أن يضعن‏"‏) فاعتبرو (وأولات الأحمال) بداية الجملة الثانية، والثالثة هي (ومن يتق الله ...) الآية.

في هذه الحالة فالمقصود ب (اللائي لم يحضن) النساء اللاتي لم يسبق لهن الحيض، وبالطبع فالأقرب للذهن في ظل ظروف القراءة السابق ذكرها هن الصغيرات
ولا أعرف كيف استطاع هؤلاء القوم تقطيع الآية بهذا الشكل بدون تشكيل أو تنقيط أو علامات وقف
فهناك عدة شواهد تؤيد أن هذه القراءة غير صحيحة، فمثلاً لا أجد أي سبب بلاغي أو لغوي يجعله يؤخر المعطوف على المبتدأ بعد خبرهما، فهذا مثل أن أقول (أحمد طبيب جيد وعلي) برغم أنه لم يكن ليخسر أي شئ لو قال ( واللائي يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر) بل على العكس فالجملة بهذا الشكل أكثر استقامةً ووضوحًا
والأيام الماضية أخذت أراجع العديد من الكتب عل أحدهم تطرق لهذا الأمر فلم أجد نصف كلمة، وكأن المسألة واضحة وضوح الشمس، المشكلة أنهم فهموها وقطعوها بهذا الشكل
ودعونا الآن ندخل في صلب الموضوع
ماذا لو قرأنا الآية بهذا التقطيع:
واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر - انتهت الجملة الأولى
واللائي لم يحضن و أولات الأحمال فأجلهن أن يضعن حملهن - انتهت الجملة الثاني

وتكون أولات الأحمال معطوفة على اللائي لم يحضن وتكون عدتهن وضع الحمل
ولكن ما معنى هذا؟
وهل تضع الحمل التي لم تحض؟
هنا يكون المعنى من انقطع حيضها ولم تتأكد أهو من حمل أم لسبب آخر + أولات الأحمال فعدتهن إلى أن يضعن حملهن، أي أن التي لم تحض فعليها الانتظار فإن كان هذا الانقطاع لحمل فعدتها كالحامل إلى أن تضع.

لماذا لم يقرأها أي مفسر بهذه الطريقة؟
لأنهم في رأيي محكومون بالرواية وبأقوال المفسرين الذين سبقوهم وبطبيعة المجتمع الذي كان يقبل الاستمتاع بالصغير، وهنا نرجع لإشكالية القراءة مرة أخرى، فأي مستوى من التلقي محكوم بكم كبير من العوامل، ورغم أن التقطيع المقترح في ظني أقرب للمنطق وللفصاحة إلا أنه لم يطرأ لهم على بال، إلا إذا غاب عني قول أحد العلماء الذين تطرقوا لهذا.

أنا لا أود الدفاع عن الإسلام أو الهجوم عليه، وإنما أود أن أفهم، وقد أدهشتني الآية وكأنني أقرأها لأول مرة، فأردت مشاطرتكم بهذه الفكرة التي عنت لي.

تحياتي
******************************************
يا فوزان إرحمنا أرجوك الآية تقول (وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ)
وعلى هذا فإن (ٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) هي أيضاً من نسائكم و(أولات الأحمال) أيضاً من نسائكم
فبالله عليك أين الأطفال هنا ؟!!!!!!!!!!!!! هل الأطفال من النساء ، مالكم كيف تحكمون !
ٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ هي كل إمرأة إنقطع حيضها وكانت في مرحلة الشك إن كانت حامل أو إنقطع الحيض لأسباب فيسيولوجية أو مرضية أو نفسية
فمن كانت في هذه الحال ، فإما أن تنتظر ثلاثة أشهر للتأكد من الحمل وتنقضي عدتها بذلك إن لم تكن حاملاَ ، أو تكمل العدة إلى أن تضع حملها إن تأكدت من وجود الحمل
كون المفسرين قاموا بإعتساف الآية للحفاظ على عادة عربيّة كانت ترضى بتزويج الصغيرات فجعلوا لها مسوغاً شرعيّاً معتمدين عليها فإن هذا لا يعطينا الحق في مسايرتهم في خطئهم حتى وإن كانوا إجماعاً عند أهل السنة
ولنقرأ في تفسير الميزان
 
قوله تعالى: «و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر» المراد بالارتياب الشك في يأسهن من المحيض أ هو لكبر أم لعارض، فالمعنى: و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم و شككتم في أمر يأسهن أ هو لبلوغ سنهن سن اليأس أم لعارض فعدتهن ثلاثة أشهر.
و قوله: «و اللائي لم يحضن» عطف على قوله: «و اللائي يئسن» إلخ، و المعنى: و اللائي لم يحضن و هو في سن من تحيض فعدتهن ثلاثة أشهر.

و قوله: «و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن» أي منتهى زمان عدتهن وضع الحمل.
 
وحسبنا الله ونعمك الوكيل

بقي ان أرد على من يقول " ما بالنا لا نزوج الصغيرة إن هي أرادت الزواج بمجرد البلوغ ؟
والرد سهل جداً
فنسأل السائل سؤالاً مشابهاً " إن تقدم للزواج من أختك فتى بالغ في عمر 10 مثلاً وقد ورث من أبوه أموالاً يقدر بها أن يصرف على بيته ، فهل ستوافق ؟ ولماذا ؟