الأربعاء، 20 أبريل 2011

إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون .. (مجتمعنا كنموذج)



تراجع عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن رأيه الفقهي المتعلق بلبس المرأة للعباءة على الكتف، إذ أجاز ذلك شريطة أن تكون العباءة غير لافتة للنظر.
وقال المنيع «أول ما بدأت العباءة على الكتف قبل خمس سنوات أو نحوه كنا نستنكرها ونقول لا يجوز؛ لأن هذا نوع من الشذوذ في اللباس ونحو ذلك، وأن المرأة التي تلبس العباءة بهذه الصفة قد تكون محل استهداف وقد تؤذى أو يظن بها الظن السيئ».
وأضاف «لكن اليوم نظرا لأنه كثر الآن لبس العباءة على الرأس أو الكتف، فنقول لا يظهر بأس في ذلك، لكن بشرط ألا تكون العباءة ضيقة أو خفيفة تبرز مفاتن المرأة، فإذا كانت عباءة ساترة ليس فيها ما يدعو إلى لفت النظر إليها فلا يظهر مانع من ذلك».


دائماً ما كنت أردد  بين أصدقائي أن السعودية لن تقوم لها قائمة طالما أن رجال الكهنوت يسيطرون على شتى مناحي الحياة فيها وذلك مصداقاٌ لقول الحق سبحانه ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)
من الغريب أن يتراجع الشيخ إبن منيع عن فتوى تحريم لبس العباءة على الكتف ، والأغرب من ذلك هوَ أن نتعرّف على سبب التحليل ، فهل زالت علة التحريم حتى تصبح تلك العباءة حلالاً زلالاً لنساء السعودية ؟
حسناً دعونا نقرأ علة التحريم التي ساقها علماؤنا وبعدها لنرى هل قام الشيخ بتحليلها لغياب تلك العلل ، أم أنه كان يعلم مسبقاً بأنها حلال في أصلها ولكنه حاول الحفاظ على عادات المجتمع في لبس العباءة وذلك بإصباغها صبغة دينية إفتراءاً منه ومن غيره على الله.

لنقرأ رد الشيخ عبد الرحمن السحيم على إحدى الأخوات تسأله عن لبس العباءة على الكتف بحيث تكون فضفاضة وخالية من أي نوع من التطريز ومن رد هذا الشيخ على الأخت السائلة يمكننا أن نقرأ علة التحريم حيث يقول :
عباءة الكتف فيها عِدّة محاذير ، منها :
الأول : أنها تشبّه بالرجال ؛ فالرِّجال هم الذين يلبسون العباءة على الكتف ، والمرأة تلبسها على رأسها .
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال ، كما عند البخاري .
ولما قيل لعائشة رضي الله عنها : إن امرأة تلبس النّعل . قال : لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل . ولعن رسول الله الرَّجُلَة من النساء . رواهما أبو داود وغيره ، وصححهما الألباني .
الثاني : أنها تصِف حجم الأعضاء ، ابتداء من الرأس ، فالكتِفَين .
قال أسامة بن زيد : كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهداها فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك لم تلبس القبطية ؟ قلت : يا رسول الله كسوتها امرأتي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : مُرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها . رواه الإمام أحمد وغيره .
الثالث : دخولها تحت الوعيد .
قال عليه الصلاة والسلام: رُبّ كاسِية في الدّنيا عَارِيَة في الآخِرَة. رواه البخاري .
قال ابن حجر: كاسِية جَسدها، لكنها تَشُدّ خِمَارَها مِن وَرَائها فَيبْدُو صَدْرَها، فَتَصِير عَارِيَة، فَتُعَاقَب في الآخرة. اهـ.
وهذا ينطبق على مَن تَلْبَس الضَّيِّق ، وعلى مَن تَلْبس العَبَاءة على الكَتِف ، لأنّهَا لا تَسْتُر تَقَاطِيع جَسَدِها .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوه والارشاد بالرياض


يحق لنا الآن بعد قراءة علل التحريم التي ساقها المحرِّمون أن نسأل الشيخ إبن منيع عن سبب إباحته لعباءة الكتف! - فهل زالت تلك العلل أم هي باقيّة ؟ - يا شيخنا والله لا أجد مبرراً للإباحة سوى أن تلك العلل قد تم إقحامها لتبرير التحريم حفاظاً على عادة المجتمع فقط وليس شرعاً منزلاً تفترون به على الله ، يا شيخنا إحترموا عقولنا ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ، فالحرام يحمل الطابع الأبدي وعلة التحريم لا تنفك عن المحرّم بتقادم الزمن كما تفعل أنت ومن هم أمثالك سامحكم الله
وعليك أن تعلم أنه كلما قلَّ عدد المحرمات كلما زاد التزام الناس بها وزاد عدد المتمسكين بها. وكلما كثر عدد المحرمات نقصت شدة تمسك الناس بها وقل عدد الملتزمين.( المفكر الإسلامي محمد شحرور )
يا شيخنا إترك المرأة على طبيعتها في حب التغيير وطلب كل جديد فوالله لن تستطيع لا أنت ولا غيرك على تبديله وإن إستخدمت في ذلك شرع الله زوراً وبهتاناً
يا شيخنا كم من المحرمات إفتريتم عبر الزمن ثم سكتم عنها عندما رأيتم الناس يرمون بفتاواكم عرض الحائط ولولا خوفي أن أطيل بذكرها هنا لفعلت ، فرحمونا وإرحموا أنفسكم وإرحموا عقولنا وعقولكم
إن قولكم أن إنتشار عباءة الكتف سبب في حليّتها لن تقنع الصغير قبل الكبير بل هي تثبت أنه كان حلالاً في أصله وأنتم من أفتى بحرمته خوفاً على تغيير عادة المجتمع... فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ضيّق علينا بغير وجه حق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق