الأحد، 15 مايو 2011

فوسفيت الإيمان وفسفور الإلحاد

محاولة رسم تخيلي
مادة الفسفور إشتهرت بمسمى (عنصر الشيطان) منذ إكتشافها في عام 1669 نظراً لخصائصها الكيماوية العجيبة فهي تعشق النار بشغف عجيب حتى ولو كانت مغطاة بالماء (اللهب البارد) ... ولذا فتجدها في مكونات القنابل الحارقة عبر التاريخ في شكل فسفور أبيض مائل إلى الصفرة ( أربع ذرات فسفور )


ومن ألطاف الله علينا أنها توجد في الطبيعة وهي مقيدة بأربع ذرات أوكسجين لتهذيبها
ولكنها
ولكنها لو تحررت منهنّ فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يقف في طريقها
فهي تتخبط مطلقة سحابة من الدخان والنار كالشخص الغشيم المتفرعن
وعند تعرض جسم الانسان للفسفور الابيض منها ، يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى الا العظم (ألا بُعْداً للفسْفور كما بَعُدت ثمود )
أضف إلى ذلك خصائص الفسفور السامة على جسم البشر علماً بأنها استخدمت في العديد من السموم ومنها الغازات القاتلة...

ولكن هذا العنصرله جوانب مفيدة أيضا، فهو من المكونات الأساسية لبعض الأجزاء الأساسية من أجسامنا
مثل المادة الوراثية والأسنان والعظام ... وهو من ضروريات صناعة بعض الأسمدة والمنظفات الأساسية في حياتنا... ولكن يا ترى أين نجد قمة الشيطنة والخبث ؟
سنجده طبعاً عندما يتخلى الإلحاد عن الفوسفور ليعلن بناء مدارات جديدة وتتطور إلكتروناته حولها بطريقة داروينيّة معلناً تحوله داخل المفاعلات الذرية الإلحادية إلى البلوتونيوم ........
والبلوتونيوم هو المرشح رقم واحد في جميع الكون لأخذ صفة الشيطنة عن جدارة وإستحقاق فهو لم يستخدم منذ إكتشافه إلى اليوم إلا في إلحاق الدمار الشامل .... (وإن لكم في ناجازاكي لعبرة يا أولي الألباب)
نسبة 40 % من رماد ما نلقيه من قنابل مسيلة للدموع ومهيّجة للأنوف في المراحيض يحتوي على الفسفور فلا عجب حينما نعلم أن رائحة الفسفور الأبيض صاحب الصورة بالأعلى كرائحة البيض المعفن ...... أجاركم الله من العفن والمعفنين
وأيضاً وللمصادفة فإن الفسفور تم إكتشافة بالصدفة من العالم الألماني
Hennig Brand وذلك أثناء تبخيره للبول في حيز بعيد عن الهواء بحثاً عن حجر الفلاسفة (فتخيلوا )
نعود إلى ذرة الفسفور الشيطونة الصغيرة وإدخل إلى هذا الموقع لترى كم الفوائد لهذه الحارقة الماحقة

http://www.6abib.com/a-1207.htm
أكبر تجمع للفسفور في الطبيعة موجود على شكل مخلوط حجري كالأباتيت الفلوري أو الفوسفوريت أو فوسفات الحديد الثنائي أو فوسفيت غلبان في مياه البحر ، عبارة عن ذرة فسفور متشيطنة جاثمة بمؤخرتها على ثلاث ذرات أكسجين وذرة رابعه بالأعلى يعملون جميعاً على تشكيل طوق أمان حولها ليحدوا من حريّتها التدميريّة وصدق الحق حين قال ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )
فجورها الفسفوري القابع في الأعماق وتقواها المكون من الأكسجين والذي يقوم يتشذيب تصرفاتها برباطٍ محكم ومتين حولها يتكون من الدين والعلم و العرف والأخلاق .
ننتقل الآن سوياً إلى التزوير تحت شعار التنوير ونبدأه بسؤال:
هل مشيت بسيارتك يوماً في خط مظلم وفجأة تلمع أمام ناظريك عيون برّاقة لقط أسود ؟
حسناً / فإن رأيتها يوماً ما عيناً واحدة برّاقة فلا تندهش وخصوصاً إن كانت لذات القط السابق ، لأنه في هذه الحالة سيكون من المؤكد قد فقد إحدى عينيه في معركة قمامية مع قط آخر فأصبح على إثرها أعور
ما هو سبب لمعان عيون القطط في الظلام
سواءاً كانت جربانة و تقتات على القمامة
أو رومية تمشي مشية الهوينا بغنج تارة وتارة بإستقامة ؟ ...... وسبحان الرزاق العليم

يعود سبب هذه الظاهرة إلى ملعون الوالدين (الفسفور) فيما يسمى بظاهرة التألق الحيوي فهو ينتج الضوء ولا يعكسه كما يعتقد البعض ( إذن القطط تفجر بعينيها )
وفي هذه تشير الأبحاث إلى أن التألق لدى بعض الحيوانات يتم بسبب تحول الطاقة الكيمائية إلى طاقة ضوئية ، حيث إن التألق يحدث نتيجة تفاعل كيميائي داخل الخلية الحية ، ويحصل التفاعل بوجود مادتين رئيستين أولاهما تلك المكونة للضوء وتسمى اللوسيفرين ومادة أخرى تساعد في إتمام التفاعل مع الأوكسجين دون أن تدخل في التفاعل نفسه، وهو إنزيم يطلق عليه اسم لوسيفريناز، ويتم التفاعل عندما يقوم الانزيم بمساعدة الجزيئة ATP بإتمام أكسدة اللوسيفيرين، وينتج عن التفاعل تكون مادة مؤكسدة وضوء ويتحرر الانزيم والجزيئة AmP ويكون الضوء الناتج هو حصيلة فقد ذرتين من الفوسفور، ويتحد في بعض الأحيان اللوسيفيرين والأنزيم اللوسيفراز مع العامل المؤكسد أي الأوكسجين لتكوين جزئية عضوية كبيرة تدعي البروتين الضوئي التي تقوم بإنتاج الضوء بصورة تلقائية بمجرد معاملتها بأيون أي ذرة مشحونة لعنصر الكالسيوم.
فهل سيتطور العلم يوماً لنقل الجين المسؤول عن هذه الظاهرة إلى الإنسان وتصبح عيوننا برّاقة ؟ ...... طبعاً النساء أول من سيحققون الأرباح لأصحاب هذه التقنيّة فهذه تريد عدسات زرقاء بلمعة مخضرة وتلك عيوناً عسليّة على شرط أن تكون لمعتها بنفسجية في النهار تركوازية بالليل
على العموم نعود لحديثنا الفوسفوريكي الذي طال
تسمية الفسفور مأخوذة عن الإغريقية Phos وتعني الضوء
وPhoros وتعني الحامل
أي أن معنى الفسفور هوَ حامل الضوء وتلك التسمية ناتجة من كونه يتوهج في الظلام بلمعان ( فأنا وأعوذ بالله من كلمة انا ، عندما إخترت للإلحاد عنصر الفسفور لم يكن هذا خبط رجل أعشى في الليل المظلم بل إنني إخترت له عنصراً كالمرآة يعكس حقيقته تماماً ، فهل هناك أجمل من نعت الإلحاد بحامل مشاعل النور
هذا اللمعان جميل وحلو بس تشوفه من بعيد لبعيد (زي الألعاب النارية في إفتتاحات المنديال) لأن الدخول في وهجه التنويري لا يحمل لك إلا لهاليب جهنم الحمرا
وسألوا أهل غزة الذين قصفوا على مدى شهر تقريباً بأسلحة الفسفور والتي احالة ليلهم المظلم إلى نور حارق
( فإنتبه للتزوير الذي يمارس عليك بالوهج الجميل على أنه تنوير ، لأنك إن تغررت ودخلت ... طار التنوير وإكتشفت التزوير ويا مرحباً بعدها بجحيم التجهيل والتغريب )
بالمقابل فذرة الفسفور في المركبات الأخرى يكون ضوئها محصور في الداخل يشع نوراً ولا يخرج إلى الخارج
فهذا النور يتبلور مع الذرات الأخرى والتي تشذبه وتنقيه ليكون نوراً نافعاً .... نورٌ على نور .... فسبحان منور القلوب ... فلا تلوموني إذن على حب الفوسفيت لأن حبه سكن شغاف قلبي من الأعماق
رغم كل ما قلناه عن ذرة الفسفور إلا أنها طيوبة وإجتماعية وتأبى أن تكون لوحدها ولهذا فإن جحيمها دائماً مستتر خلف العديد من الذرات من كافة الأشكال مكونة ما يسمى بالمركبات ومهما رميت بصرك يميناً وشمالاً تجدها تحتضن الذرات الأخرى في حب أزلي تبادلهم نورها بكل حنان ولا يفرقها عنهم إلا عامل قوي خارجي يمارس سلطاته العليا عليها معتقداً انه قادر على التحكم فيها ولا يستشعر تمردها الكامن في ذاتها .

قلنا أن الإنسان يحمل النقيضين بالتساوي (الفجور والتقوى)
ولأن الفسفور الأبيض يمثل قمة الفجور برفضه لكل الذرات الأخرى مفضلاً التقوقع على ذاته معلناً التفرد بجنسه الفسفوري فقط إلا أنه للأسف ودون أن يشعر يحكم عليها بالفناء بهذا القرار فلا عجب إذن من إنعدام وجوده في الطبيعة على شكل مستقر لأنه متمرد فيحرق داخله ويحرق من هم حوله في أول لحظة لظهوره مزمجراً والسبب هوَ أن ذرات الأكسجين في الهواء تكون له بالمرصاد فتفدي نفسها وتقدم أسمى أنواع التضحيات للأرض .... وهي للأسف تضحيات لا نستشعرها إلا إذا إكتوينا بنار الفسفور
ولهذا فإن الإلحاد بشكله الفسفوري الخالص p4 لا ولن تقوم له قائمة في الأرض
والسبب بسيط ، وهو أنه لكي يكون الفسفور فسفوراً خالصاً لابد له من أن يكون محرقاً وغير ذلك فإنه مجرد خليط مثله مثل الفوسفيت الإيماني حبيب القلب ..... شاء من يدّعي أنه فسفوري ذلك أم أبى
نعود ونقول أن الفسفورة طيوبة وحبوبة لأنها في أصلها إجتماعية وأصيلة وبنت ناس من ألمع المعادن

يعني بالصلى عنـ نبي كدا ينطبق فيها قول طلال مداح في كوبليه إحدى أغانية المشهورة ( الأصل طيب والمعدن ذهب ) ولولا أن البعض قد هتك عرضها وأظهر سوأتها لكانت محبوبة الكون فلا ولن يكون لنا غنى عنها في كل شيء فكل حركة نقوم بها تتحكم فيها الفسفور لأنها أحدى مكونات الدماغ البشري ونقصانها يظهر على اللسان فوراً ويعتبر أولى إشارات الهجوم الجرثومي والبكتيري من الخارج ناهيك عن الهذيان لتعطل وإرتباك بعض وضائف الدماغ
الفسفورة عندما تتخلى عن مركبها السابق وتتمرد عليه , تبحث من يماثلونها في التمرد كونها إجتماعية دائماً فترتبط معهم ولكن للأسف البعض ممن تحاول الإرتباط بهم ليسوا سوى مجرد مركبات للفسفور بمعنى أنهم يحملون في طياتهم ودون أن يشعروا ذرة دخيلة هنا أو هنا فلا يقدمون لها الرابط المناسب الذي تبتغيه فتظن أنه الفسفور النقي ، فتعتقد هذه الموهومة أنها حققت شيئاً من ذاتها الفسفوري ولا تعلم المسكينة أنها مخدوعة بمن تظن أنها فسفوريون خالصون وهم لا يعرفون ما هوَ الفسفور أصلاً
تظل المسكينة مخدوعة وتنظر إليهم نظرة التبجيل فتدعو الإله الهيدروجيني (لأنه الأول والصمد بإلكترونه الواحد الأحد)

تدعوه أن تجد لها فسفوراً فتكون هي ثانيه ... أو إثنين فيتكون هي ثالثهم ....أو ثلاثة فتكون هي رابعهم .... وهم في فجوة منه يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال ، فإن برزوا ليضيؤوا حياتنا ........... إحترقوا وأحرقونا معهم ... فالحمد لله على نعمة الفوسفيت وحمانا الله من الفسفور ومن تطورهم إلى البلوتونيوم
قولوا آمين .....

مع خالص شكري لسعادة الدكتور/ طارق بن علي بن حسن فدعق على  مقالته في صحيفة عكاظ والتي أوحتلي بكتابة هذا الموضوع

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق