الاثنين، 2 يناير 2012

إبن أختي بدأ يفكر ليخرج من فهم القطيع


بعد إنقطاع دام لفترة طويلة عن خطبة الجمعة الرتيبة والمملة
قررت أن أذهب الجمعة الماضية للصلاة باكراً وذلك بسبب إبن أختي أحمد الذي يريد الصلاة في مسجد بعيد حديث البناء وبه من الزخارف كأنه قصر من قصور الأمراء ، ولم يجد أمامه سوى خاله كي يوصله إلى هناك.
المهم أني إستعنت بالله ولبّيت طلبه رغم كرهي للخطبة وما يصاحبها من وصلات الردح على أبناء اليهود ونعتهم بأبناء القردة والدعاء على النصارى والمجوس وغيرهم ، ولكن لحبي له لبيت رغبته
المهم دخلنا المسجد وأخذنا مكان يمكنني من خلاله أن أتأمل جمال البناء شاغلاً نفسي بأي شيء يغطي صوت الخطيب
وكنت ألمح أبن أختي وهو ينظر إليّ بين الحين والآخر مستشعراً عدم إكتراثي للخطبة ، حتى عند الدعاء كنت أأمن على دعاء الخطيب للمؤمنين وأصمت عند الدعاء على الكافرين
المهم في الموضوع هوَ أني إنتبهت للحظة من الزمن عند سرد الخطبة وفي جزئية معينة منها وقد لاحظ أحمد ذلك
فقد تغيّرت نبرة الخطيب في تلك اللحظة ورفع صوته مجلجلاً في المكان ما إسترعى إنتباهي ، حيث قال " أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم " وزعم الخطيب أن أبا بكر قال هذه العبارة حين سألوه عن معنى كلمة ( أبا ) ثم قال أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا )  ، فقال هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال إن هذا لهو التكلف يا عمر .
فعرفت أن الخطبة كانت تتحدث عن التمسك بفهم الاولين فقد كان الصحابة ينقلون لنا كل ما وردهم عن الرسول في بيان القرآن بكل أمانة !
إنتهت الصلاة ودخلنا السيارة للعودة للبيت ، وفي أثناء الطريق قال أحمد : ليش ماسأل أبوبكر وعمر الرسول عن معنى كلمة أبا ؟
إبتسمت وقلت متهكماً برد الخطيب : زي ما ذكر الشيخ في الخطبة لأنهم لا يتأولون القرآن إلا بالشيء الوارد عن الرسول وبس
أعاد أحمد علي السؤال بطريقة أخرى مبيناً عدم إقتناعه فقال : طب سورة عبس مكية والمسلمين في ذاك الوقت قرؤوا السورة لآلاف المرات قبل وفات الرسول ، معقول محد خطر على باله يسأل النبي عن معناها ، طب بلاش كل الصحابة أبو بكر وعمر دائماً معاه معقول يقرؤوا السورة ويوصلوا لكلمة ابّا وما يخطر على بال أي أحد فيهم يسأله عن معناها لما يقابله !؟
هنا إبتسمت وقلت له : لو قلتلي هذا الكلام يوصلك لأيش أقسم بالله لأشتريلك الجالاكسي إس 2 إللي نفسك فيه اليوم العصر من غير ما تدفع ولا هللة .
 جلس طول الطريق يحاول يقنعني أشتريله الجهاز عن طيب خاطر وبدون ما يجاوب وأنا أبداً مصرّ على شرطي حتى وصلنا للموقف تحت البيت.
قال : والله يا خالي يمكن سألوا الرسول لكن نسوا الجواب
قلت : لا
قال : أجل سألوه وهو ما جاوبهم
قلت : والله إنك قربت من الجواب شوي
قال : أجل ما كانوا أصلاً يسألوه عن القرآن لأنه ما كان يفسره لهم
قلت : برافووو عليك ، هذا هوَ الجواب وأبشر بسعدك
يعني الدليل إللي قاله الشيخ دليل ضده وماهو دليل يدعم كلامه ، فالشيخ شاف أمانة الصحابة  حسب نظرته القاصرة وإنتا شفت أمانة الرسول في تبليغ القرآن وبس .. فإنتا افضل من الشيخ وعقلك أكبر من عقله ، فأبو بكر قرأ السورة لآلاف المرات لكن ما كان يقدر يسأل الرسول عن معنى أي كلمة فيه لأنه عارف إن الرسول ما كان يفسرلهم ولا كلمة من يوم بعث لحد ما مات
حبيبي لو كان الرسول يفسر القرآن كان سألوه عن الحروف المقطعة في القرآن
لكن ما تلاقي حديث واحد يقول عن فلان عن فلان عن فلان
أن فلان من الصحابة سأل الرسول عن الف لام ميم في سورة البقرة فقال الرسول هي كذا وكذا
لكن تلاقي آلاف الأحاديث تتحدث عن الفيران والوزغ وكيف ننام وكيف ناكل وكيف مدري أيش من هرطقات المحدثين
قلتله : يعني من الآخر ، تفسير القرطبي وإبن كثير والجلالين وغيره وغيره ، هي تفاسير إجتهادية من أصحابها وهي غير ملزمة لك أبداً ولا راح يؤاخذك الله إذا رميتها وراء ظهرك وفهمت القرآن حسب سقفك المعرفي وحسب الزمن إللي إنتا عايش فيه



هناك 3 تعليقات:

  1. اجمل مافي الموضوع انه صدامي و مستفز ومكتوب قبل سبع شهور ومافي ولا رد : )

    جرب ان تكتب الموضوع في منتدى حواري حتى لا تكون مثل اللذي يشير بيديه فى الضلام الدامس وحتى تسمع ردود ممن قد يكون يفوقك علما وقد تغير بعض افكارك ان لم يكن من اجلك فمن اجل الصغير قبل ان يكبر وهو لا يعرف الا رأي خاله

    ردحذف
  2. أشكرك عزيزي على ردك
    المدونة مجرد بعثرة لما يجول في خاطري
    لا أرتجي نقاشاً من أحد ، ليس قصوراً مني ولكن لأنني أسستها للقراءة فقط
    انا قارئ نهم لكل أصناف وأنواع الأفكار وخصوصاً تلك التي تخالف المألوف
    وقد غيّرت الكثير من الافكار والمسلمات نتيجة لذلك
    أكره الأدلجة والبقاء على فكر أوحد
    وهذا ما أريده لإبن اختي وعلى هذا البناء أقوم بتعليمه
    شاكر مرورك الجميل

    ردحذف
  3. ابارك لك جهدك و اجتهادك و الأهم تدبرك.. لا يصنع التغيير الا من حنف عن نسق الاولين .. افكارك تلاقت مع روح الفكر لدي

    ردحذف

أضف تعليق