يحتّل حديث الكاسيات العاريات حيّزاً كبيراً في خطابنا الديني الموجه للمرأة كنوع من الترهيب وخصوصاً فيما يتعلق بالحجاب فقلما نجد كتيباً دعويّاً ، أو شريطاً مسموعاً ، أو مطويّة مجانيّة موجهة للنساء ، إلا ونجد فيه هذا الحديث فيما بين طيّاته ومعه بعض الصور التوضيحيّة لتلك الفئة من النساء اللاتي توعدهّن الحديث بموقع في النار يبعد عن الجنة مسيرة كذا وكذا !!!
إن المتأمل في متن الحديث يكاد يجزم بأن هناك خطأ ما في مكان ما في عقليّة الوعّاظ ، لأن تفسيرهم للحديث دائماً ما يسلك طريقاً تغلب عليه الإيدولوجيا وتقديس شروحات الأقدمين ، وتفتقر إلى الفهم الموضوعي والذي ينحي بطريقة أو بأخرى ناحيّة الفهم المنطقي العقلاني .
في متن الحديث الخاص بالنساء نجد أن أول عبارة فيه تتضارب مع بعضها البعض
فتخيل أن يسألك شخص ما عن نتيجة إبنك في الإختبارات ، فترد عليه قائلاً : إبني ناجحٌ راسب
هناك قاعدة فلسفيّة تقول ( إجتماع النقيضين محال ) فما بالنا إن كانا متنافرين غاية المنافرة !
كيف يجتمع النجاح والرسوب في شخص الطالب بذاته ؟
قد تكون هذه المسألة من البديهيّات ، ولكنها ليست كذلك إن فهمناها
فلكي نجمع النقيضين في المثال السابق فنحن أولاً بحاجة إلى تصوّر صحيح ومنطقي لطرفي النقيض
فيكون السؤال المطروح إبتداءاً هوَ :أيٌ من الوصفين هو الوصف الموضوعي الحقيقي الظاهر وأيّهما هو الوصف المجازي المستتر ؟
إن فهمنا المثال حسب هذا التصوّر جاز لنا الجمع بين النقيضين هنا فيكون المعنى : أن الطالب قد نجح فعلاً وأخذ الشهادة ولكن نجاحه تم بالغش والبراشيم ، فرأسه خاويّة تماماً من أي معلومة ولا يفقه في المواد التي نجح فيها حرفاً واحداً، فهو بذلك ناجحٌ في الظاهر وراسبٌ في الباطن .
قد يقول القائل معترضاً : إن الوصف الذي وصفنا به الطالب قد يكون له معناً مختلفاً دون الدخول في متاهات الفلسفة ، فقولنا أن الطالب ناجح راسب يكون بمعنى أنه قد نجح في بعض المواد ورسب في الأخرى
وهنا لنا وقفة ، لأن الاخذ بهذا المعنى هو عين تفسير الوعّاظ لحديث الكاسيات العاريات.
فهم يقولون أن الكاسيّة العاريّة هي تلك التي تلبس على بعض البدن وتكشف عن البعض الآخر أو تلك التي تلبس لباساً ضيقاً فيصف شكل جسدها وكأنها عاريّة ( عباية مخصّرة )
وقبل الولوج في حديث الكاسيات يجب عليّ أن أرد أولاً على قول القائلين في وصف الطالب في مثالنا السابق
فأقول : عند تأملنا لصيغة السؤال المطروح من الطرف الأول للطرف الثاني عن نتيجة الطالب فسنجد أنها صيغة تحمل العموم وليس الخصوص وعليه فهو يريد من الشخص المسئول رداً عاماً
فهو لم يسأل عن نتيجته في مادة كذا و مادة كذا بل طلب النتيجة النهائيّة ، وبناءاً عليه كان الرد يحمل طابع العموم أيضاً فيتحوّل إجتماع النقيضين في الرد تبعاً لذلك إلى المعنى الظاهر والباطن ، لا كما قال القائلون
بالعودة إلى صلب الموضوع أريد قبل الخوض في عنوان الموضوع أن أبيّن للزملاء مستوى التدليس الذي ينتهجه الوعّاظ في ترهيبهم للمرأة المسلمة المغسولة الدماغ فهم بجلالة قدرهم ينتقون من الحديث ما يعجبهم ولا يوردون غيره فهناك صيغتان للحديث إحداهما برواية أبو هريرة والأخرى برواية عبدالله بن عمرو بن العاص ولغاية في نفوسهم يقدمون رواية أبي هريرة على رواية عبدالله بي عمرو ولو قرأنا صيغة الحديث في رواية عبدالله بن عمرو لفهمنا العلّة الحقيقية خلف تغاضيهم عن تلك الرواية
إقرؤوا الحديثين وستفهمون قصدي
رواية إبو هريرة :
روى مسلم في صحيحه، وأحمد في المسند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)
رواية عبدالله بن عمرو :
روى أحمد وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم).
إتركوا الحديثين جانباً وسنعود لهما لاحقاً
الآن بعد أن تركنا الحديثين سنلعب لعبة بسيطة تسمى لعبة التعويض
فنأخذ لفظة (كاسيات عاريات) و من ثم نحذف كلمة عاريات من العبارة ونقوم بالتعويض فيها
الشرط الأساسي في التعويض أن نجد كلمة مرادفة للفظة عاريات وتعطي معناها التام دون نقصان فهذا مهم جداً حتى لا يختل الميزان الرياضي
وطالما أن العاريات هي النقيض التام للكاسيات
فأفضل طريقة للتعويض هي أن نقوم بنفي الكلمة الأولى فتكون ( لا كاسيات ) ...
تصبح العبارة الآن بعد التعويض ( كاسيات وما هنّ بكاسيات ).... خلو العبارة دي في راسكم لأنها مطرقة ستحطم رؤوس الكهنوت في هذا الحديث
الآن سنأتي للجد
سنبحث في القرآن عن عبارة توازي هذه العبارة وسنرى جليّاً كيف أن الكهنوت الديني يناقض نفسه بنفسه فيشرح الآية في القرآن بشرح ويشرح الحديث بشرح آخر .......... ما أخبثهم قوم اللحى والدشاديش
تقول الآية من سورة الحج (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى)
وتقول جملتنا التعويضيّة (وترى النساء كاسيات وماهنّ بكاسيات)
الآن ما هو تفسير ( سكارى وما هم بسكارى ) والتي تصف حال بعض الناس في يوم القيامة
نفتح التفاسير ونشوف >>>> رغم إنها واضحة ولكن خلينا نحاججهم بأقوالهم
من تفسير إبن كثير للآية :أَيْ مِنْ شِدَّة الْأَمْر الَّذِي قَدْ صَارُوا فِيهِ قَدْ دَهِشَتْ عُقُولهمْ وَغَابَتْ أَذْهَانهمْ فَمَنْ رَآهُمْ حَسِبَ أَنَّهُمْ سُكَارَى
يعني أن الشخص تظهر عليه كل علامات وصفات السكر من غياب للعقل والذهن وتخوف في المشيّة وسرحان وووو ... فهذا هوَ الظاهر عليهم ومن يراهم حسبهم سكارى من الخمر ولكن الأمر غير ذلك وإن تشابهت الأوصاف
تفسير الطبري والجلالين والقرطبي كلها لا تخرج عن ذات المعنى لأن المعنى واضح ولا يحتاج إلى طعوجات
الآن إلى شرح جملتنا التعويضيّة بنفس طريقة شرحهم حذو القذة بالقذة
ونسأل الآن بالمقابل ، ما هو تفسير ( كاسيات وما هنّ بكاسيات ) والتي تصف حال بعض النساء في أيامنا كما يقولون
من التفسير العقلاني للحديث والمطابق لشرحهم للآية نقول :أَيْ مِنْ شِدَّة الدين الَّذِي صِرن فِيهِ فقَدْ لبسن السواد وَغَابَتْ ملامحهنّ فَمَنْ رَآهُنّ حَسِبَ أَنَّهُنّ كاسيات
يعني أن المرأة منهن تظهر عليها كل علامات التستر من غياب للوجه واليدين والقدم والكتف وووو ... فهذا هوَ الظاهر عليهم ومن يراهم حسبهنّ متمسكات بالدين ولكن الأمر غير ذلك وإن تشابهت الأوصاف
الآن سنأخذ الآية ونقوم بتفسيرها على طريقة تفسيراتهم لحديث الكاسيات الموجه للمرأة المسلمة المغسولة
ولكن قبلاً دعونا نبحث عن كلمة تؤدي النقيض لعبارة النفي في الآية
فحسب شرح علمائنا للحديث فإن معنى ( وما هم بسكارى ) في الآية ، فإن أصله النقيضي هو(واعون )
فهل هناك شخص يمكن أن تصفه بقولك ( فلانٌ واعٍ سكران ) ... ماهذه الخنبقات يا شيوخنا
والله ليس للعاقلة من النساء من مهرب سوى أن تذعن للمعنى المطروح آنفاً حتى تحترم عقلها ، أمّا من تمشي وراء شيوخنا والذين لا يعرفون أصغر المغالطات المنطقيّة فسيوردونها حتماً مورد الهلاك في عيشتها ودنيتها
الآن نعود للحديثين وأقول :
في القرآن نجد أن قصص الأنبياء تتكرر في أكثر من سورة ولو أننا أخذنا على سبيل المثال قصة موسى من كل السور وضممناها إلى بعضها فإننا في النهاية سنحصل على كل المواقف التي مرّ بها نبي الله وبسرد قصصي يحمل الكثير من العبر
فإن طبقنا هذا الأمر على الحديثين فإننا سنخرج بتوصيف دقيق لؤلئك النسوة الموصوفات
ففي حديث عمرو نقرأ قوله ( نساؤهم كاسيات عاريات )
ونسأل هنا ، الضمير في نساؤهم ، يعود إلى من ؟
فيكون الجواب من نفس الحديث أنهنّ نساء أشباه الرجال الذين ينزلون على أبواب المساجد
وهؤلاء الرجال في حديث أبو هريرة يحملون سياطاً يضربون بها الناس
ويبدأ أبو هريرة حديثه عن منازلهن في يوم القيامة
بينما حديث عمرو يقول بأنهنّ سيكوننّ في آخر الزمان
وقبل أن يُسقط مشائخنا أوصاف تلك النسوة على ذوات العباءات المخصرّة في زماننا
وجب عليهم أولاً إثبات أننا في آخر الزمان وأن القيامة ستقوم علينا
وأن ليس من بعد المتخصرات من النساء نساءاً يمكن أن يشملهن الوصف الكاسي العاري ، فتسقط تبعاً لذلك التهمة عن المتخصرات وتتلبس في من جئن بعدهنّ ، إلا اللهم لو عجنوا عباس بدباس ووضعوهنّ في ذات الكفة.
بقي أمرٌ واحد نقوله عن أسنمة البخت
بقي أمرٌ واحد نقوله عن أسنمة البخت
إنظر في هذه الصورة كيف يقومون باللف والدوران حتى يثبتوا خنبقاتهم
طب وليه اللف والدوران
هذه الصور أكثر بلاغة وبلا لف ولا دوران
حجابك سنامك
إن صدق الحديث وصدقت وجهة نظري
فإن الحديث يصف نساءاً يأتين في آخر الزمان يلبسن لبوس الدين وهن عراة منه ويحسبن أنهن يحسن صنعاً
فيسيؤون له بغير علم أكثر من إساءة أعداء الدين .
ملاحظة : لن أتهم أحداً من النساء بأنهن الموصوفات في الحديث كما فعلوا حتى نمتلك الحجة البالغة
هذا والله ورسوله أعلم ، فهذه وجهة نظر فإن أصبت فلي أجران وإن أخطأت فلي أجر واحد ... إشمعنى همّا
الكلام يطول ولكني تعبت
Top Casino Software ラッキーニッキー ラッキーニッキー 카지노 카지노 fun88 fun88 560Bola88: Review | All Free Bet | AsianBookie
ردحذف