السبت، 8 أكتوبر 2011

مجتمع الفضيلة عارياً ( فرنسا VS السعودية )

شاهد هذين المقطعين ، ومن ثم أسألك بوجه الله أن تجيبني بصدق " أيهما مجتمع الفضيلة وأيهما مجتمع الرذيلة ؟ "

Naked in Paris

المكان : Rue Montorgueil وهو شارع موجود في باريس القديمة ، محاط بالمحال التجارية والمطاعم ومكتظ  جداً بالمارة والمتسوقين ، ويمكنك أن ترى فيه الباريسيين على طبيعتهم دون تصنّع ، ولهذا فإنه يعتبر مقصداً للسياح  ، ومن معالم باريس
يمكنك أن تقابله في القدم عندنا بسوق البطحاء بالرياض ، أو سوق الخاسكية في جدة ، أو المدّعى قديماً في مكة ، مع الفارق الكبير جداً بكل تـأكيد
الحدث : فتاة تخرج من سيارة تقف في بداية الشارع الشهير في باريس ، ومن ثم تخلع لباسها ، وتسير عارية على طول الشارع حاملة على كتفها مسجلة ، وتستمع إلى إحدى الأغاني وتقوم بالغناء معها

بالإضافة إلى ( وأرجو أن تركزوا هنا تماماً )  مصور بكاميرا فيديو يقوم بالتصوير بطريقة الـ One shot ، يعني لا وجود للمنتاج
فإن كانت المرأة الأولى لا تكفي فأبشر ( أنت في باريس عاصمة الحرية في العالم ) ، فهناك ثلاث فتيات يتبادلن التصوير لإكمال الأغنية حتى نهايتها وحتى الوصول إلى نهاية الشارع
وبمجرد أن تشعر أنك قد وصلت إلى النشوة مع اللهجة الفرنسية وما فيها من غنج ودلال ، ينتهي التصوير بنهاية الأغنية وبمفاجئة كبيييييييرة جداً غير متوقعة إلا في باريس ، ألا وهي :
عدم وجود شخص واحد حاول إيقاف الفتيات ، أو حاول أن يتحرش بهنّ ، أو يطاردهنّ ، أو يلقي بكلام جارح تجاههنّ ، ناهيك عن البعض ممن كان يسير بجوارهنّ دون إبداء أي إكتراث أو مبالاة تذكر



دعونا الآن ننظر في الإتجاه الآخر
completely dressed girl in Saudi Arabia

المكان : الثمامة ، وهي منطقة صحراوية في شمال مدينة الرياض تمتاز برمالها الذهبية ، و المنتزهات الترفيهية المتناثرة على ارجاءها
الحدث : فتاة إعتقدت أنها في باريس ، تحاول أن تستشعر الهواء وهو يداعب شعرها ، ويبدأ التصوير وينتهي بمفاجئة متوقعة في السعودية  بكل تأكيد ، ألا وهي :
جحافل الشباب تقدم لنا وصلة فنية رائعة من المطاردة والتحرش والصياح بكلامات جارحة بحق الفتاة ، ناهيك عن البعض ممن بدأ يرسم طريقة إغتصابها في مخيلته


الآن بعد أن رأيت المقطعين الطبيعيين دون مونتاج
أجب على السؤال المطروح في أول الموضوع " أيهما مجتمع الفضيلة وأيهما مجتمع الرذيلة ؟ "
ثم إسال نفسك وأجب بصدق دون لف أو دوران : مالذي جعل الباريسيين يصلون إلى هذا المستوى من الرقي وإحترام الحريّات ، وما الذي اوصلنا إلى هذا الإنحدار من  الوصاية والحكم المباشر على كل ما يشذ عن المجتمع وإعتباره لقمة سائغة للبقيّة تنهش فيه كيفما تشاء ؟

على الهامش :
هناك شخص واحد يظهر في الفيديو الأول أربع مرات ، وتبدو من سحنته أنه من الوافدين الى فرنسا للعمل




السبت، 17 سبتمبر 2011

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( وجهة نظر )


فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

الأمر والنهي ثنائية تتألف من ضدين نجدها كثيراً في القرآن ، نذكر منها : الليل والنهار ، الجنة والنار ، الثواب والعقاب .. إلخ
والأمر والنهي ثنائية من أربع ثنائيات تشكل المعيار القرآني الناظم للسلوك الإنساني ، هي :
1- الحلال والحرام
2- الأمر والنهي
3- السماح والمنع
4- الحسن والقبيح
ولعل من أفدح وأخطر ما إنزلق إليه علماؤنا الأفاضل ، ويصرون على سحب الأمة معهم إليه ، هو أنهم يخلطون خلطاً عجيباً بين هذه النواظم الأربع ، فالحلال عندهم هو المباح والمستحسن والمأمور به ، والحرام عندهم هو المستقبح والممنوع والمنهي عنه
من هنا لابد ،قبل أن ندخل في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن نعرّف كلاً منهما


((الأمر))

الأمر يأتي بعدة معانٍ
بفتح الهمز وسكون الميم يأتي بمعنى :
1- طلب القيام بفعل أو قول يصدر من متكلم إلى مخاطب كقوله تعالى ( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)
2- الحال والشأن كقوله تعالى ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ )
أمّا بكسر الهمزة وسكون الميم فيأتي بمعنى :
القول أو الفعل الشنيع المنكر كقوله تعالى ( قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا )
وكيفما نظرنا إلى مفردة الأمر في القرآن وتأملنا مواضعها نلحظ فيها إرتباطاً جدلياً بثنائية ( الطاعة والمعصية ) ، إذ بدون الأمر والنهي لا وجود للطاعة ولا للمعصية
والملاحظة المهمة الأخرى والتي يجب أن نضع تحتها مليار خط هي أن الأمر والنهي بالنسبة للطرف المخاطب المأمور مسألة إختيارية ، إن شاء أطاع المطلوب منه فنفذه وإن شاء عصى على المطلوب وإمتنعولعلنا نذكر لعلمائنا الأفاضل والذين يريدون سوق الناس بالترهيب إلى طاعة الأوامر الإلهية إلى أن أول من عصى الأمر هو أبونا آدم وزوجه حين عصيا أول نهي إلهي مشخص صدر لإنسان عاقل في قوله (وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) وكذلك إبليس حين رفض تنفيذ أول أمر إلهي بالسجود في قوله ( إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)


((النهي))

تدل على الغاية والبلوغ ومنه قولنا : أنهيت إليه الخبر ، أي أبلغته إياه
والنُّهى هو العقل لأنه ينهى عن قبيح القول والفعل
والنهي هو طلب الإمتناع عن قول أو فعل
وما أريد الوصول إليه هنا هو أن النهي كما الأمر مسألة طوعية إختيارية إن شاء إمتنع وإن شاء لم يمتنع بدليل قوله ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ )
وهذا يعني أن الطلب سواءاً كان أمراً أو نهياً لا يمكن أن يصدر إلا من عاقل ولا يصدر إلا إلى عاقل حر له مشيئة إختيارية من غير إكراه
ومن قصة آدم السابقة نستطيع أن نقول : إن آدم عرف ربه بالمعصية لا بالطاعة ، وعبَّر عن حرية اختياره بالرفض لا بالقبول ، وتجلت إرادته الإنسانية الواعية بعصيان نهي ربه له عن الإقتراب من الشجرة ، عصياناً طوعياً اختاره آدم لنفسه دون إكراه
علينا الآن أن نذكر مثالين للفارق بين النهي والتحريم ، ففي مسألة الربا نجد أنه كان نهياً في بني إسرائيل ودليل ذلك قوله تعالى ( وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ ) ولكن هذا النهي تحول إلى تحريم ببعثة النبي عليه السلام ودليل ذلك قوله ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا )
ومن بعد البعثة المحمدية أقفلت أبواب التحريم نهائياً بالضبة والمفتاح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن يأتي بعد ذلك ليضيف إلى المحرمات محرمات أخرى فسنقول له حسبك  لقد إفتريت على الله ولا يفلح القوم المفترون أبداً
يعني عندما يأتي شيخ بلحية مهما علت منزلته وتبحّر في بطون الكتب ونهل من مناهل التراث ليقول لنا أن التدخين حرام فتأكد حينها أنه بذلك يكون قد إفترى على الله وإن وافقه كل السعوديين على هذه الفتوى فتأكد تماماً يا عزيزي بأنهم لن يفلحون إذاً أبدا وهذا هو واقع مجتمعنا ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ )، ولكن في المقابل يمكننا أن نمنع التدخين لمضاره وننهى عن إستخدامه وبذلك يكون الخيار للناس إمّا أن يلتزموا بالمنع فيشتروا عافيتهم وإمّا أن يدخنوا فيمرضوا ولا دخل للحرام والحلال هنا بتاتاً البتة ، بل المسألة بيد القانون لا بيد الشيوخ إن شاء منع إستيرادها وإن شاء تركها وحذّر الناس من مضارها
عودة إلى النهي لنقول :
إن الله ينهى والنبي ينهى والناس تنهى بدليل قوله تعالى ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى )
والنهي كالأمر تماماً في كونهما إختياريان يقوم بهما الشخص طوعاً لا كرهاً
وبعد أن نعي هذا تماماً يمكننا أن نقف عند قوله تعالى ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) وتحديداً عند عبارة ( كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ )
وتعال أخي القارئ إلى واحدة من أعظم المخفيّات عنك من قبل الكهنوت فإن كانوا يعلمون ذلك فأخفوه عنك فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون عنها شيئاً كعادتهم فالمصيبة أعظم أداة الشرط ( إن ) لها دلالة ومعنى فهي لا تدخل إلا على الأفعال المشكوك في وقوعها ، أي التي قد تقع وقد لا تقع
فاجتناب كبائر السيئات في آية النساء شرط لتكفيرها ، لكن هذا الإجتناب مرهون بالخيار الإنساني ، قد يقع إن إختار الإنسان الطاعة وقد لا يقع إن إختار المعصية وهذا يؤكد على حتمية التخيير في الفعل ويؤكد إلى ما ذهبنا إليه
وطالما أن هناك كبائر للنهي فهناك بالمقابل صغائر
فإن إستعرضنا القرآن للبحث عن صغائر النهي سنجدها في قوله ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ )
فالكبائر هي المحرمّات في القرآن والصغائر هي النواهي
فالله قد يغفر القبلة بين عاشقين قبل النكاح كما قال جمال البنا كونه من المنهيات ( الصغائر ) ولكن لا يغفر لمن يشرك به لأن الشرك من المحرمات ( الكبائر )
المحرمات في القرآن لا تزيد ولا تنقص وما أتى بعد ذلك في الفتاوي وكتب الفقه ما هو إلا القليل من المنهيات من عصر النبوة حولوها كالعادة إلى محرمات (وهذه تخضع للتغيير بتغيّر الظروف والزمان والمكان) بالإضافة إلى الكثير الكثير الكثير جداً من الإفتراءات على الله زيادة منهم في الأغلال التي تكبل الإنسان وتحد من حريته المكفولة بنص القرآن مخالفين بذلك قول الله (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فأي فلاح نرتجيه بعد أن بات المسلم في أغلال تكبل حياته وحركته أكثر من تلك التي كانت في أهل الكتاب قبلنا وهذا بفضل أحبائنا بني مطوع وكتب التراث الصفراء
طيب الكثير منا يقرأ خواتم سورة البقرة كدعاء حيث نقرأ فيها ( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ) وننسى في غمرة الدعاء أننا واقعون في أصر وأغلال بمحض إرادتنا إخترعها لنا المفتيين ورجال الدين حتى أصبحت فوق طاقتنا على الإحتمال وهي نتيجة حتمية للسير خلف كل ذي لحية لا يفقه من الدين سوى الترديد والتضييق ، فأي فلاح نرتجيه يا عباد الله .. أترك الحكم لكم
الآن إسأل نفسك السؤال التالي :هل قام الفقهاء بتشويه الإسلام وجعله كتلة من الأغلال فقط ؟، بالطبع لا ، فحتى الله لم يسلم من إفتراءاتهم ، فهم قد قدموا لنا الله على أنه :
إله سادي قبلي مزاجي متعطش للدماء يتلذذ بعذاب الناس ويهوى العيون المقلوعة والأيادي المقطوعة والبطون المبقورة وبدل أن يعلمونا حكمة الوجود المتمثلة بإعمار الأرض كما تقوم بذلك كل الأمم والشعوب على وجها قاموا مشكورين فزيفوا ذلك علينا وقالوا أن حكمة الوجود هي أن نسبحه 33 ونحمده 33 ونكبره 33 على مدار اليوم ولهذا خلقنا
هذا الإله ليس إلهنا ولا أعتقد بأننا بحاجة إلى هكذا إله فهذا الإله يختلف تماماً عن الله الذي وصف نفسه في التنزيل الحكيم حيث ذكر (الرحمن) 57 مرة وكذلك ( غفور رحيم ) ، أمّا (شديد العقاب) فأقل من ذلك وأمّا (جبار ومتكبر) فمرة واحدة فقط ، فسبحان الله عمّا يصفون
أدخلوا في دينه ما ليس فيه نتيجة تمازج الثقافات مع الغزوات اللاحقة فيما بعد العصر النبوي من حديث المعراج إلى الشجاع الأقرع وعذاب القبر وغيره مما لا يتقبله عقل ، بل إن معضمنا قد سمع الحديث الذي يقول ( لا يدخل احد الجنة إلا برحمة الله ) ولا يمكن لإنسان مهما فعل أن يدخل الجنة بعمله ، بينما التنزيل الحكيم يقول (سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) و (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ... فحسبي الله عما يفترون
أهم مواصفات الفقه والعقيدة التي نشأت :
1- فقه لا يحمل أية صفة عالمية إطلاقاً ، بل الصفة المحلية وهو نسخة معدلة عن الفقه اليهودي
2- لا يحترم الإرادة الإنسانية إطلاقاً ( مثل قتل المرتد)
3- فقه ذكوري بحت ، والمرأة ليست أكثر من شيء
4- الأدلة الشرعية وأدلة الإستنباط بدائية سقط فيها العقل والإرادة الإنسانية
5- ترسيخ الشعور بالدونية تجاه السلف الذي ترسخ وتجذر حتى اليوم وصار جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا
6- إحتقار الحياة الإنسانية وترسيخ العبودية وجعل الحرية من القيم الدنيا والتي لا يطلبها أحد
7- تحولت العقيدة إلى عقيدة بدائية ساذجة على يد أحمد بن حنبل لا تصمد أمام أي منطق وجوابها هو التكفير ، وكان من نتائجها إبن تيمية وإبن القيم ومحمد بن عبدالوهاب
8- ترسيخ الشعور الدائم بالذنب عند الناس وعلى كل من يشعر بحب الدنيا وكره الآخرة أن يستشعرها
9- ثم جاء الغزالي ليغلق باب الفلسفة والعقل تماماً حيث إستقال العقل العربي تماماً وتحول الناس إلى قطيع


(( المعروف والمنكر ))

المعروف له معنيان
الأول : المعلوم والمشهور (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )
والثاني : الإحسان والبر والصنيعة يسديها المرء لغيره (إِلاَّ أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا) وقوله ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)
بالنسبة إلى المنكر : فهو كل ما تحكم العقول الصحيحة بقبحه وكل ما تعارف المجتمع على تركه في معاملاتهم وعاداتهم
وهنا نأتي إلى السؤال الجوهري : كيف نفهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اليوم ، وكيف نطبقه؟
يقول تعالى ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) فهذه الآية تبين لنا مقادير الأشياء ونهايتها ، وفي السلوك الإنساني هناك نهايات سماها التنزيل (حدوداً) لا يجوز تعديها في بعض المواضع ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا ) ولا يجوز الإقتراب منها في مواضع أخرى ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا )
فإن كانت حدود نهايات الطعام هو الإسراف حسب قوله ( وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
فهل هناك حدود للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسمح بتجاوزها ؟ 
يقول الحق سبحانه ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) .. الفظاظة والغلظة هو الحد الأول والذي إن وصل إليه الإنسان في الأمر والنهي يكون قد تجاوز حدود الله
ويقول الحق سبحانه ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) ويقول أيضاً ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ )  .. فالإكراه بمقتضى ذلك سيكون هو الحد الثاني
فكيف نطبق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عصرنا الحالي واضعين نصب أعيننا هاذين الحدين ؟لكي نعرف كيفية تطبيق هذا الشعيرة علينا أن نتحدث عن أنواع السلطات ونحدد من خلالها في أي سلطة يمكنها أن تندرج
قلنا أن الإكراه غير موجود في الدين من أي ناحية حسب آية البقرة
ولكننا عند الحديث عن السلطة فإننا نجد الإكراه موجوداً  فالسلطة التي لا تملك أداة الإكراه هي ليست سلطة أصلاً
فكيف  نوفق بين هذين الأمرين ؟
الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الجهد لأن العالم برمته قام بفصل السلطة المركزية إلى عدة سلطات  ، فبات لدينا ما يعرف بالسلطة التشريعية والتي لا تملك أداة الإكراه وتأخذ شرعيتها من الناس ، والسلطة التنفيذية والتي تملك أداة الإكراه لتقوم بتطبيق التشريعات التي صدرت من السلطة السابقة ، ونحتاج إلى سلطة ثالثة للتحكم بعمل السلطتين السابقتين ، وهنا نجد السلطة القضائية في جزئية المحكمة الدستورية
وعندما نحاول زج شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحد هذه السلطات سنجد أنفسنا نتجاوز أحد الحدين الذين ذكرناهما سابقاً ، فالسلطة التشريعية لا تملك أداة الإكراه ولكن ما سيصدر منها سيمرر إلى السلطة التنفيذية لتكره الناس عليها وبهذا فكلا السلطتين لا تنفعان لتمارس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلالهما ، والسلطة القضائية بدون أدنى شك تملك أداة الإكراه ............


فما العمل ؟

هنا لن نجد أمامنا إلا السلطة الرابعة لتكون هي الحاضن لهذه الشعيرة
والسلطة الرابعة هي (((( سلطة الكلمة )))) أو ما يعرف بالنشر سواءاً كان مقروءاً كالصحافة أو مسموعاً  كالإذاعة أو مرئياً كالتلفزيون
سلطة الكلمة هي سلطة لا تملك أداة الإكراه بتاتاً (وهي ما نبحث عنها ) ومن خلالها يمكن للإنسان أن يأمر وينهى وتبقى مسألة الإلتزام متروكة للضمير دون إكراه
وكل مؤسسات الدولة تقوم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي ليست موقوفة على الميديا فقط
فالبلدية على سبيل المثال عندما تضع لافتات تحرض فيها الناس على الإلتزام برمي القمامة في أماكنها المخصصة هي تقوم بهذه الشعيرة ، الكتاب الصحفيين عندما يكتبون عن ظاهرة سيئة متفشية في المجتمع هم في حقيقة الأمر بعملون بهذه الشعيرة ... وقس على ذلك كل الأمور
ولا أدري حقيقة من أين إخترعوا لنا جهازاً قمعياً يكره الناس على العبادة والطاعة والإلتزام بالعصي والعقوبات وتحويل المضبوطين إلى الشرطة ومن ثم إلى السجن ثم إختزلوا هذه الشعيرة فيهم وقالوا أن الله أرادها هكذا رغم أنها لا تليق به أبداً  وتتعارض مع معناها ومضمونها بشكل سافر ووقح وتدك أول أساس في الدين (وهو عدم الإكراه)



يا من تتضامنون مع مرتزقة الهيئة وتساندوهم ، إعلموا أنكم إنما تساندون جهة قمعية ليس لها من الدين شيء
وتأكدوا بأن الله سيسألهم يوم القيامة من أين إستمدوا شرعيتهم لإكراه الناس وترويعهم ، فلا تكونوا ظهيراً لهم ، وإتقوا الله في دينه ودعوا الخلق للخالق إن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم ( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ )


نقلاً بتصرف عن كتاب ( تجفيف منابع الإرهاب ) للمفكر محمد شحرور
والله من وراء القصد

الأحد، 24 يوليو 2011

هل الحجاب من توافه الأمور وقد أعطيتموه قيمة عظمى !


المرأه هاجس الصحونجيين والعلمانيين والليبراليين ..
ليس بالسعي لإنتزاع حقوقها والوجبات .. اهتامامهم بالتوافه من الأمور
سواقه وحجاب مابين تضييق وتشدد وانفتاح
إسترعاني هذا الرد من  أحد الأخوات  ووقفت عنده لبرهة اتأمل صياغته التي تعتمد على تشتيت ذهن القارئ وذلك بتمييع الموضوع وجعله أهون من أن يتم نقاشه في ظل وجود ما هوَ أهم منه ، وأنا هنا لا أتهم الزميلة العزيزة بتعمد ذلك (حاشاها) لأن هذه الإجابة المعلبة والجاهزة دائماً ما تتطرق للذهن تلقائياً بمجرد أن يقوم شخص ما بالحديث عن المرأة وحقوقها المهضومة في هذا المجتمع ذي الخصوصية البالغة التعقيد.
وفي هذا الموضوع سنحاول سويّاً أن نقتلع هذه الإجابة من وعي الفرد السعودي وخصوصاً المرأة السعودية ، ولن يتم لنا ذلك إلا بمعرفة القيم الفردية وطريقة تأثيرها في السلوك الإجتماعي.

الآن عزيزي القارئ عليك أن تتخيل السيناريو التالي :
تخيل أن والدتك أعطتك قبل وفاتها بلحظات مسبحة قديمة ومهترئة لا تفارق أناملها حتى إصطبغت برائحتها
وبعد دفنها أتاك شخص وطلب منك أن تبيعه تلك المسبحة ، فكم ستقدر ثمناً لها ؟
هل سيكفيك مال الأرض للتنازل عنها وقد دفنت صاحبته قبل دقائق ؟
قد تستغنى عن أغلى ما تملك مادياً في سبيل الحفاظ على ما تراه أنت في وجدانك أغلى معنوياً
إسأل نفسك ، مالذي جعل لتلك المسبحة هذه القيمة العظمى عندك رغم أنها لا تساوي شيئاً عند غيرك ؟
هذا تماماً ما يحصل في المجتمع السعودي
هناك بعض الأمور أخذت قيمة عظمى رغم أنها لا تساوي شيئاً
وأمور أخرى تستحق الجهاد من أجلها ولكنها تأخذ قيماً دنيا في وجدان الشعب
الشعوب المتقدمة تحترم الحريّات وتعتبر إتهاكها إنتهاكاً لأعظم القيم والحقوق لأفرادها وقد يشتعل الشارع الأوروبي لمجرد أن الحكومة تريد وضع ضوابط لحرية النشر الصحفي
في المقابل عندنا قد يسجن الفرد وتصادر حريته ويتم قمعه ولا يتحرك المجتمع ، بينما قد يغلي الشارع السعودي ويفور أفراده لمجرد أن فتاة تطالب بنزع الحجاب أو حرقه أو المطالبة بقيادة السيارة كما فعلت ( منال الشريف  )

ما الذي جعل للحرية قيمة صغرى وللحجاب قيمة عظمى ؟
مالذي يجعل الفرد فينا يستسلم طائعاً لأفراد الهيئة ويذهب للصلاة مكرهاً رغم أنه (((حرٌ))) في تأديت هذه الفريضة في البيت أو في أي مكان وليس لأحد الحق في إلزامه بها ؟
إن طريقة التربية التي ننشأ عليها لها دور كبير في غرس هذه الأمور في الوعي ، فطفلة صغيرة يتم إلزامها بالحجاب وهي لم تبلغ الحلم بعد لهو أكبر جناية يمكن ان تمارس ضدها ، وهي تستسلم للحجاب طائعة معتقدة أن هذا ما يجب أن تكون عليه كون المجتمع المحيط حولها ينظر للحجاب بنظرة التبجيل والأحترام
فالأهم هو أن تلبس الحجاب وتغطي شعرها في هذه السن



وفي الوجه الآخر ينشأ الطفل على مصادرة حريته ويتلقى الأوامر طيلة اليوم من والديه فإن دخل المدرسة أغرقناه بالكتب الدينية والتي تستند على خطاب الترغيب والترهيب والحلال والحرام وإفعل ولا تفعل والجنة والنار والمسلم والكافر ، فإن كبر تحول إلى أكبر مصادر للحريات ومنافح أبدي للرأي الأوحد مما تعلمه وهو صغير
فإن كان للحجاب هذه القيمة العظمى فالأولى بالمجتمع الإصلاحي أن يبدأ منه ، فهو ليس من توافه الأمور كما يدّعي البعض بل إنه أساس أي عملية إصلاحية للمجتمع كونه عائقاً متيناً وسداً منيعاً في وجه عمل المرأة وقيادتها
فإن إنهار الحجاب وأخذ قيمته من حيث هوَ حريه فردية تلتزم به من ألزمت نفسها دون وصاية من أهل أو مجتمع كان سقوط ما يليه هيناً وسهلاً حتى تأتي المطالبة بالحريات آخرها
فإن كان للمجتمع حريّة في الرأي فقد نجد من يقدم حلولاً ممكنة لقيادة المرأة كأن نفتح المجال لإستقدام سائقات أجرة يحلون مكان السائقين الذكور بعد ترحيل الفائض منهم ويكون عملهنّ محصور في الأسواق لإيصال من تريد (من وإلى بيتها) ومن تريد السفر من مدينة إلى مدينة وليس لديها من يوصلها إلى وجهتها ولا تحمل معها إلا النساء والأطفال في المشاوير داخل المدينة ، ويمنعها المرور من حمل الذكور ويتم ترحيلها وتغريم الشركة إن هي خالفت ، حتى يتعوّد المجتمع على رؤية المرأة خلف المقود طيلة اليوم ومن ثم يمكننا بعدها إحلال المرأة السعودية بدل الأجنبيّة على طريقة سعودة سائقات الليموزينات الأنثوية ، فإن تم ذلك فإن المجتمع سيتقبّل قيادة المرأة لسيارتها الخاصة دون أن يرهبه رجال الدين والمتزمتين ممن يريدون إيقاف عجلة المجتمع

إن الحجاب ليس من توافه الأمور بل هوَ أساس المشاكل كونه يحمل قيمة عظمى في وجدان الرجل السعودي ، وإن كنّا نريد للمجتمع الإصلاح والخير فعلينا أن ننزله إلى قيمته الحقيقية ونرفع من قيم الحريّات بدلاً عنه ... هذا والله من وراء القصد

ملحد يقرأ الآيات بعقلانية يرد على فتوى الفوزان البهيمية

التزاوج بمجرد البلوغ لا نجده إلا عند البهائم فبمجرد أن تبلغ البهيمة سن التزواج حتى يركب الفحل ظهرها ليقوم بتلقيحها
فإن كنّا ونسائنا من بهيمة الأنعام عند عضو هيئة كبار العلماء ، فإننا ولله الحمد ، قد كرمنا الرب عن هذه الأفعال ، كما كرمنا من قبل ذلك حين إرتقى بنا من مرتبة البشرية إلى مرتبة الإنسانية
فما بال بعض مشائخنا يريدون أن ينزلوا بنا إلى ما دون مرتبة البشرية لنمارس حياتنا ببهيمية

إقرأ فتوى الفوزان بالضغط على الرابط أدناه
http://www.okaz.com.sa/new/issues/20110713/Con20110713433289.htm

للرد على فتوى الفوزان الأخيرة والتي تساوي بين البشر والبهائم
فقد تركت هذه المهمة لزميل ملحد من خلفية إسلامية ينظر إلى الآيات بحيادية دون أن يتأثر بكتب الغابرين وأقوال المفسرين
وقد قام الزميل مشكوراً بوضع تصور إفتراضي أراه منطقيّاً جداً في أسباب تفسير الآيات وتحميلها مالا تحتمل ، يقول الزميل الملحد :

**********************************
اعتمد فهم المفسرين للآية على أنها تخص الصغيرة على قراءتهم لها في ظل ظرفين
الأول
هو المرويات الكثيرة التي صاحبتها والتي نشك فيها بدورنا ولا نذكرها إلا في محفل النقاش مع أهل السنة
والثاني
في ظل مجتمع ذكوري تهبط على رأسه كل يومٍ ومن حيث لا يحتسب أطنان من ملكات اليمين والكثيرات منهن لم يبلغن المحيض

وبناءً على هذه الظروف فقد اعتبروا أن الآية مكونة من ثلاث جمل، الأولى هي ( وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) فاعتبروا أن اللائي لم يحضن معطوفة على اللائي يئسن من المحيض ولهن نفس الحكم، وجاء في إعراب القرآن لابن ءاجروم (قوله ‏"‏واللائي لم يحضن‏"‏‏:‏ اسم موصول معطوف على ‏"‏اللائي يئسن‏"‏، وقوله ‏"‏وأولات‏"‏‏:‏ مبتدأ، خبره الجملة الاسمية ‏"‏أجلهن أن يضعن‏"‏) فاعتبرو (وأولات الأحمال) بداية الجملة الثانية، والثالثة هي (ومن يتق الله ...) الآية.

في هذه الحالة فالمقصود ب (اللائي لم يحضن) النساء اللاتي لم يسبق لهن الحيض، وبالطبع فالأقرب للذهن في ظل ظروف القراءة السابق ذكرها هن الصغيرات
ولا أعرف كيف استطاع هؤلاء القوم تقطيع الآية بهذا الشكل بدون تشكيل أو تنقيط أو علامات وقف
فهناك عدة شواهد تؤيد أن هذه القراءة غير صحيحة، فمثلاً لا أجد أي سبب بلاغي أو لغوي يجعله يؤخر المعطوف على المبتدأ بعد خبرهما، فهذا مثل أن أقول (أحمد طبيب جيد وعلي) برغم أنه لم يكن ليخسر أي شئ لو قال ( واللائي يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر) بل على العكس فالجملة بهذا الشكل أكثر استقامةً ووضوحًا
والأيام الماضية أخذت أراجع العديد من الكتب عل أحدهم تطرق لهذا الأمر فلم أجد نصف كلمة، وكأن المسألة واضحة وضوح الشمس، المشكلة أنهم فهموها وقطعوها بهذا الشكل
ودعونا الآن ندخل في صلب الموضوع
ماذا لو قرأنا الآية بهذا التقطيع:
واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر - انتهت الجملة الأولى
واللائي لم يحضن و أولات الأحمال فأجلهن أن يضعن حملهن - انتهت الجملة الثاني

وتكون أولات الأحمال معطوفة على اللائي لم يحضن وتكون عدتهن وضع الحمل
ولكن ما معنى هذا؟
وهل تضع الحمل التي لم تحض؟
هنا يكون المعنى من انقطع حيضها ولم تتأكد أهو من حمل أم لسبب آخر + أولات الأحمال فعدتهن إلى أن يضعن حملهن، أي أن التي لم تحض فعليها الانتظار فإن كان هذا الانقطاع لحمل فعدتها كالحامل إلى أن تضع.

لماذا لم يقرأها أي مفسر بهذه الطريقة؟
لأنهم في رأيي محكومون بالرواية وبأقوال المفسرين الذين سبقوهم وبطبيعة المجتمع الذي كان يقبل الاستمتاع بالصغير، وهنا نرجع لإشكالية القراءة مرة أخرى، فأي مستوى من التلقي محكوم بكم كبير من العوامل، ورغم أن التقطيع المقترح في ظني أقرب للمنطق وللفصاحة إلا أنه لم يطرأ لهم على بال، إلا إذا غاب عني قول أحد العلماء الذين تطرقوا لهذا.

أنا لا أود الدفاع عن الإسلام أو الهجوم عليه، وإنما أود أن أفهم، وقد أدهشتني الآية وكأنني أقرأها لأول مرة، فأردت مشاطرتكم بهذه الفكرة التي عنت لي.

تحياتي
******************************************
يا فوزان إرحمنا أرجوك الآية تقول (وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ)
وعلى هذا فإن (ٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) هي أيضاً من نسائكم و(أولات الأحمال) أيضاً من نسائكم
فبالله عليك أين الأطفال هنا ؟!!!!!!!!!!!!! هل الأطفال من النساء ، مالكم كيف تحكمون !
ٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ هي كل إمرأة إنقطع حيضها وكانت في مرحلة الشك إن كانت حامل أو إنقطع الحيض لأسباب فيسيولوجية أو مرضية أو نفسية
فمن كانت في هذه الحال ، فإما أن تنتظر ثلاثة أشهر للتأكد من الحمل وتنقضي عدتها بذلك إن لم تكن حاملاَ ، أو تكمل العدة إلى أن تضع حملها إن تأكدت من وجود الحمل
كون المفسرين قاموا بإعتساف الآية للحفاظ على عادة عربيّة كانت ترضى بتزويج الصغيرات فجعلوا لها مسوغاً شرعيّاً معتمدين عليها فإن هذا لا يعطينا الحق في مسايرتهم في خطئهم حتى وإن كانوا إجماعاً عند أهل السنة
ولنقرأ في تفسير الميزان
 
قوله تعالى: «و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر» المراد بالارتياب الشك في يأسهن من المحيض أ هو لكبر أم لعارض، فالمعنى: و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم و شككتم في أمر يأسهن أ هو لبلوغ سنهن سن اليأس أم لعارض فعدتهن ثلاثة أشهر.
و قوله: «و اللائي لم يحضن» عطف على قوله: «و اللائي يئسن» إلخ، و المعنى: و اللائي لم يحضن و هو في سن من تحيض فعدتهن ثلاثة أشهر.

و قوله: «و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن» أي منتهى زمان عدتهن وضع الحمل.
 
وحسبنا الله ونعمك الوكيل

بقي ان أرد على من يقول " ما بالنا لا نزوج الصغيرة إن هي أرادت الزواج بمجرد البلوغ ؟
والرد سهل جداً
فنسأل السائل سؤالاً مشابهاً " إن تقدم للزواج من أختك فتى بالغ في عمر 10 مثلاً وقد ورث من أبوه أموالاً يقدر بها أن يصرف على بيته ، فهل ستوافق ؟ ولماذا ؟
 

الأحد، 15 مايو 2011

فوسفيت الإيمان وفسفور الإلحاد

محاولة رسم تخيلي
مادة الفسفور إشتهرت بمسمى (عنصر الشيطان) منذ إكتشافها في عام 1669 نظراً لخصائصها الكيماوية العجيبة فهي تعشق النار بشغف عجيب حتى ولو كانت مغطاة بالماء (اللهب البارد) ... ولذا فتجدها في مكونات القنابل الحارقة عبر التاريخ في شكل فسفور أبيض مائل إلى الصفرة ( أربع ذرات فسفور )


ومن ألطاف الله علينا أنها توجد في الطبيعة وهي مقيدة بأربع ذرات أوكسجين لتهذيبها
ولكنها
ولكنها لو تحررت منهنّ فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يقف في طريقها
فهي تتخبط مطلقة سحابة من الدخان والنار كالشخص الغشيم المتفرعن
وعند تعرض جسم الانسان للفسفور الابيض منها ، يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى الا العظم (ألا بُعْداً للفسْفور كما بَعُدت ثمود )
أضف إلى ذلك خصائص الفسفور السامة على جسم البشر علماً بأنها استخدمت في العديد من السموم ومنها الغازات القاتلة...

ولكن هذا العنصرله جوانب مفيدة أيضا، فهو من المكونات الأساسية لبعض الأجزاء الأساسية من أجسامنا
مثل المادة الوراثية والأسنان والعظام ... وهو من ضروريات صناعة بعض الأسمدة والمنظفات الأساسية في حياتنا... ولكن يا ترى أين نجد قمة الشيطنة والخبث ؟
سنجده طبعاً عندما يتخلى الإلحاد عن الفوسفور ليعلن بناء مدارات جديدة وتتطور إلكتروناته حولها بطريقة داروينيّة معلناً تحوله داخل المفاعلات الذرية الإلحادية إلى البلوتونيوم ........
والبلوتونيوم هو المرشح رقم واحد في جميع الكون لأخذ صفة الشيطنة عن جدارة وإستحقاق فهو لم يستخدم منذ إكتشافه إلى اليوم إلا في إلحاق الدمار الشامل .... (وإن لكم في ناجازاكي لعبرة يا أولي الألباب)
نسبة 40 % من رماد ما نلقيه من قنابل مسيلة للدموع ومهيّجة للأنوف في المراحيض يحتوي على الفسفور فلا عجب حينما نعلم أن رائحة الفسفور الأبيض صاحب الصورة بالأعلى كرائحة البيض المعفن ...... أجاركم الله من العفن والمعفنين
وأيضاً وللمصادفة فإن الفسفور تم إكتشافة بالصدفة من العالم الألماني
Hennig Brand وذلك أثناء تبخيره للبول في حيز بعيد عن الهواء بحثاً عن حجر الفلاسفة (فتخيلوا )
نعود إلى ذرة الفسفور الشيطونة الصغيرة وإدخل إلى هذا الموقع لترى كم الفوائد لهذه الحارقة الماحقة

http://www.6abib.com/a-1207.htm
أكبر تجمع للفسفور في الطبيعة موجود على شكل مخلوط حجري كالأباتيت الفلوري أو الفوسفوريت أو فوسفات الحديد الثنائي أو فوسفيت غلبان في مياه البحر ، عبارة عن ذرة فسفور متشيطنة جاثمة بمؤخرتها على ثلاث ذرات أكسجين وذرة رابعه بالأعلى يعملون جميعاً على تشكيل طوق أمان حولها ليحدوا من حريّتها التدميريّة وصدق الحق حين قال ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )
فجورها الفسفوري القابع في الأعماق وتقواها المكون من الأكسجين والذي يقوم يتشذيب تصرفاتها برباطٍ محكم ومتين حولها يتكون من الدين والعلم و العرف والأخلاق .
ننتقل الآن سوياً إلى التزوير تحت شعار التنوير ونبدأه بسؤال:
هل مشيت بسيارتك يوماً في خط مظلم وفجأة تلمع أمام ناظريك عيون برّاقة لقط أسود ؟
حسناً / فإن رأيتها يوماً ما عيناً واحدة برّاقة فلا تندهش وخصوصاً إن كانت لذات القط السابق ، لأنه في هذه الحالة سيكون من المؤكد قد فقد إحدى عينيه في معركة قمامية مع قط آخر فأصبح على إثرها أعور
ما هو سبب لمعان عيون القطط في الظلام
سواءاً كانت جربانة و تقتات على القمامة
أو رومية تمشي مشية الهوينا بغنج تارة وتارة بإستقامة ؟ ...... وسبحان الرزاق العليم

يعود سبب هذه الظاهرة إلى ملعون الوالدين (الفسفور) فيما يسمى بظاهرة التألق الحيوي فهو ينتج الضوء ولا يعكسه كما يعتقد البعض ( إذن القطط تفجر بعينيها )
وفي هذه تشير الأبحاث إلى أن التألق لدى بعض الحيوانات يتم بسبب تحول الطاقة الكيمائية إلى طاقة ضوئية ، حيث إن التألق يحدث نتيجة تفاعل كيميائي داخل الخلية الحية ، ويحصل التفاعل بوجود مادتين رئيستين أولاهما تلك المكونة للضوء وتسمى اللوسيفرين ومادة أخرى تساعد في إتمام التفاعل مع الأوكسجين دون أن تدخل في التفاعل نفسه، وهو إنزيم يطلق عليه اسم لوسيفريناز، ويتم التفاعل عندما يقوم الانزيم بمساعدة الجزيئة ATP بإتمام أكسدة اللوسيفيرين، وينتج عن التفاعل تكون مادة مؤكسدة وضوء ويتحرر الانزيم والجزيئة AmP ويكون الضوء الناتج هو حصيلة فقد ذرتين من الفوسفور، ويتحد في بعض الأحيان اللوسيفيرين والأنزيم اللوسيفراز مع العامل المؤكسد أي الأوكسجين لتكوين جزئية عضوية كبيرة تدعي البروتين الضوئي التي تقوم بإنتاج الضوء بصورة تلقائية بمجرد معاملتها بأيون أي ذرة مشحونة لعنصر الكالسيوم.
فهل سيتطور العلم يوماً لنقل الجين المسؤول عن هذه الظاهرة إلى الإنسان وتصبح عيوننا برّاقة ؟ ...... طبعاً النساء أول من سيحققون الأرباح لأصحاب هذه التقنيّة فهذه تريد عدسات زرقاء بلمعة مخضرة وتلك عيوناً عسليّة على شرط أن تكون لمعتها بنفسجية في النهار تركوازية بالليل
على العموم نعود لحديثنا الفوسفوريكي الذي طال
تسمية الفسفور مأخوذة عن الإغريقية Phos وتعني الضوء
وPhoros وتعني الحامل
أي أن معنى الفسفور هوَ حامل الضوء وتلك التسمية ناتجة من كونه يتوهج في الظلام بلمعان ( فأنا وأعوذ بالله من كلمة انا ، عندما إخترت للإلحاد عنصر الفسفور لم يكن هذا خبط رجل أعشى في الليل المظلم بل إنني إخترت له عنصراً كالمرآة يعكس حقيقته تماماً ، فهل هناك أجمل من نعت الإلحاد بحامل مشاعل النور
هذا اللمعان جميل وحلو بس تشوفه من بعيد لبعيد (زي الألعاب النارية في إفتتاحات المنديال) لأن الدخول في وهجه التنويري لا يحمل لك إلا لهاليب جهنم الحمرا
وسألوا أهل غزة الذين قصفوا على مدى شهر تقريباً بأسلحة الفسفور والتي احالة ليلهم المظلم إلى نور حارق
( فإنتبه للتزوير الذي يمارس عليك بالوهج الجميل على أنه تنوير ، لأنك إن تغررت ودخلت ... طار التنوير وإكتشفت التزوير ويا مرحباً بعدها بجحيم التجهيل والتغريب )
بالمقابل فذرة الفسفور في المركبات الأخرى يكون ضوئها محصور في الداخل يشع نوراً ولا يخرج إلى الخارج
فهذا النور يتبلور مع الذرات الأخرى والتي تشذبه وتنقيه ليكون نوراً نافعاً .... نورٌ على نور .... فسبحان منور القلوب ... فلا تلوموني إذن على حب الفوسفيت لأن حبه سكن شغاف قلبي من الأعماق
رغم كل ما قلناه عن ذرة الفسفور إلا أنها طيوبة وإجتماعية وتأبى أن تكون لوحدها ولهذا فإن جحيمها دائماً مستتر خلف العديد من الذرات من كافة الأشكال مكونة ما يسمى بالمركبات ومهما رميت بصرك يميناً وشمالاً تجدها تحتضن الذرات الأخرى في حب أزلي تبادلهم نورها بكل حنان ولا يفرقها عنهم إلا عامل قوي خارجي يمارس سلطاته العليا عليها معتقداً انه قادر على التحكم فيها ولا يستشعر تمردها الكامن في ذاتها .

قلنا أن الإنسان يحمل النقيضين بالتساوي (الفجور والتقوى)
ولأن الفسفور الأبيض يمثل قمة الفجور برفضه لكل الذرات الأخرى مفضلاً التقوقع على ذاته معلناً التفرد بجنسه الفسفوري فقط إلا أنه للأسف ودون أن يشعر يحكم عليها بالفناء بهذا القرار فلا عجب إذن من إنعدام وجوده في الطبيعة على شكل مستقر لأنه متمرد فيحرق داخله ويحرق من هم حوله في أول لحظة لظهوره مزمجراً والسبب هوَ أن ذرات الأكسجين في الهواء تكون له بالمرصاد فتفدي نفسها وتقدم أسمى أنواع التضحيات للأرض .... وهي للأسف تضحيات لا نستشعرها إلا إذا إكتوينا بنار الفسفور
ولهذا فإن الإلحاد بشكله الفسفوري الخالص p4 لا ولن تقوم له قائمة في الأرض
والسبب بسيط ، وهو أنه لكي يكون الفسفور فسفوراً خالصاً لابد له من أن يكون محرقاً وغير ذلك فإنه مجرد خليط مثله مثل الفوسفيت الإيماني حبيب القلب ..... شاء من يدّعي أنه فسفوري ذلك أم أبى
نعود ونقول أن الفسفورة طيوبة وحبوبة لأنها في أصلها إجتماعية وأصيلة وبنت ناس من ألمع المعادن

يعني بالصلى عنـ نبي كدا ينطبق فيها قول طلال مداح في كوبليه إحدى أغانية المشهورة ( الأصل طيب والمعدن ذهب ) ولولا أن البعض قد هتك عرضها وأظهر سوأتها لكانت محبوبة الكون فلا ولن يكون لنا غنى عنها في كل شيء فكل حركة نقوم بها تتحكم فيها الفسفور لأنها أحدى مكونات الدماغ البشري ونقصانها يظهر على اللسان فوراً ويعتبر أولى إشارات الهجوم الجرثومي والبكتيري من الخارج ناهيك عن الهذيان لتعطل وإرتباك بعض وضائف الدماغ
الفسفورة عندما تتخلى عن مركبها السابق وتتمرد عليه , تبحث من يماثلونها في التمرد كونها إجتماعية دائماً فترتبط معهم ولكن للأسف البعض ممن تحاول الإرتباط بهم ليسوا سوى مجرد مركبات للفسفور بمعنى أنهم يحملون في طياتهم ودون أن يشعروا ذرة دخيلة هنا أو هنا فلا يقدمون لها الرابط المناسب الذي تبتغيه فتظن أنه الفسفور النقي ، فتعتقد هذه الموهومة أنها حققت شيئاً من ذاتها الفسفوري ولا تعلم المسكينة أنها مخدوعة بمن تظن أنها فسفوريون خالصون وهم لا يعرفون ما هوَ الفسفور أصلاً
تظل المسكينة مخدوعة وتنظر إليهم نظرة التبجيل فتدعو الإله الهيدروجيني (لأنه الأول والصمد بإلكترونه الواحد الأحد)

تدعوه أن تجد لها فسفوراً فتكون هي ثانيه ... أو إثنين فيتكون هي ثالثهم ....أو ثلاثة فتكون هي رابعهم .... وهم في فجوة منه يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال ، فإن برزوا ليضيؤوا حياتنا ........... إحترقوا وأحرقونا معهم ... فالحمد لله على نعمة الفوسفيت وحمانا الله من الفسفور ومن تطورهم إلى البلوتونيوم
قولوا آمين .....

مع خالص شكري لسعادة الدكتور/ طارق بن علي بن حسن فدعق على  مقالته في صحيفة عكاظ والتي أوحتلي بكتابة هذا الموضوع

 

الجمعة، 29 أبريل 2011

ظلم الشريعة للمرأة في الميراث ( صورتان من مئآت الصور )

" أخذ مالنا دون وجه حق !
هكذا سرقنا بكل بساطة وبمباركة الشريعة الظالمة
حتى حينما دفن والدنا لم يحضر الدفن كونه يقضي محكوميته في السجن "
قالت هذه الكلمات وبدأت في البكاء
ثم قالت  بنبرة من الحزن : بالله عليك أيُّ شريعة هذه وأي قسمة قسمها الله له حين أعطاه أكثر مما يعطينا ، بل كيف يعطيه زيادة عمّا أعطاه في السابق ! فإبن عمنا هذا قد ورث من أبيه ومن أمه ، وبدد ثرواتهما في حياة السكر والمجون والمخدرات
وها قد جاء بعد وفاة عمّه مطالباً بحقه في الميراث ويريد إقتسام المال والعقار بعد بيعه  معنا ليبدده هوَ الآخر .... تالله إنها لقسمة ضيزى "
لم أتحدث معها أو أفكر بمقاطعتها ، بل إكتفيت بالنظر إلى وجهها مستشعراً وجود بركان ثائر ممزوج بالسخط خلف تلك الملامح الحزينة ...
فأكملت كلامها بنبرة أخف قائلة : ليس هذا فقط بل إن المرأة التي تعيش مع زوجها 60 سنة وتتجرع معه الحياة بحلوها ومرّها ، تأتي شريعتنا من بعد وفاته لتسقيها كؤوس الحنضل ثمناً لوقوفها معه طيلة تلك السنين ، فتقوم بإكرام الغير بدلاً عنها ، وكأن من كان يطعمه ويسقيه ويقوم بخدمته مجرد خادمة لا تساوي شيئاً
هنا قاطعتها متسائلاً عن تلك الصورة ومن هم هؤلاء (الغير) الذين قدمتهم الشريعة على الزوجة
فردت قائلة : يا سيمبــــا ، تخيّل أن تتنازل المرأة عن حقها في الأمومة وأن يكون لديها أبناء بسبب عقم زوجها وتفضل عوضاً عن الإنفصال أن تكمل الحياة معه بإخلاص وحب لمدة 60 سنة ويتركها عن كبر إلى جوار ربه ، هنا أليس من العدل أن ترثه ؟
قلت : بكل تأكيد
قالت : فكم ترث يا ترى ؟
قلت : ثروته كلها ، لا ينتطح في أحقيتها له عنزان
قالت : بل تناطحت كل البهائم والأنعام في ذلك يا عزيزي ، فأعطوها من ماله الربع
قلت وقد تملكتني الصدمة : والله ما أقول إلا ماقلت أنتِ من قبل " تلك إذا قسمة ضيزى "
فمن يأخذ بقيّة التركه يا عزيزتي ( سألتها كي أصل إلى ( الغير ) الذين قصدتهم في مطلع الكلام )
قالت بضحكة ساخرة : الزوج المتوفي كان كبيراً في السن وعاش مع زوجته 60 سنة وهذا يؤكد على أن أبويه متوفيان من قبله بشكل منطقي ، فتذهب ثلاثة أرباع التركه إلى العموم وأبناء العموم إن كان الأعمام متوفيين أيضاً
بالله عليك ما الذي قدمه أبناء العم للمتوفى حتى يرثوا 75% من ثروته ، وأكررها حتى تستشعر فداحة التقسيم 75% من التركه
أليست هذه القسمة عنصريّة بغيضة تنظر إلى أبناء العم بنظرة الدم ، وتنظر إلى الزوجة وكأنها غريبة لا تستحق أكثر من ذلك كونها من عائلة أخرى
ألا ترى أن الشرع قد ضرب بكل تضحياتها عرض الحائط حارماً إياها من أن تعيش بقيّة حياتها بنفس المستوى بعد أن يكون قد فرّق المال بين أبناء العموم تاركاً لها الربع فقط !!!
قلت : سحقاً ، لا يمكن أن تكون هذه قسمة الله وشريعته ، بل هذه شريعة الأعراب
دعينا نعود للموضوع الأول أرجوك ، فقد يكون أخف وطأة من هذا
تنهدت وقالت : نحن عشرة فتيات ، توفي أبونا ولم يكن له من الأصول والفروع سوى إبن عمنا هذا والذين لا نعرف عنه شيئاً بسبب تجاهله لنا بشكل كامل
وعند تقسيم الثروه إتضح لنا أن نصيب إبن العم هو ثلث التركه أيّ ما يوازي تقريباً خمسة أضعاف ما ستحصل عليه الفتاة فينا

بالله عليك أيٌ منا أحق بالمال ، هل إبن العم الذي ليس من صلب والدنا أم نحن بناته الآتي من صلبه ؟ كيف يقضي الله بهذا لمجرد أن والدنا لم يرزق بصبي يرثه ويحافظ على ماله من أن يتخطفه الغير ؟ أحكمها أنت بعين المنصف
قلت : بل أنتنّ أحق بالمال منه
وأبصم لك بأصابعي العشر أن شرع الله لا يمكن أن يحكم بهذا.
قالت : ولكن هذا ما تمليه علينا كتب الفقه في باب الميراث.
قلت : بل هذا ما أملته علينا كتب التراث من العهد العباسي
عزيزتي تركتك تسترسلين دون جدال ، فإن أردت فهم اللعبة العباسيّة بشكل كامل ولتعرفي غرماءك الحقيقيين والذين سرقوا مالك بإسم الله والقرآن فعليك بهذه السلسلة من شرح المهندس محمد شحرور لكتاب الميراث من القرآن الكريم وكيف دخل الأعمام وأبناؤهم بعد ذلك ليقتسموا مال أبيكم معكم
ولتعلمي يا عزيزتي أن شرع الله لا يمكن أن يظلمك أبداً ، وثقي تماماً بأنه إن وقع عليك الظلم يوماً ما فإن هناك إمّا فقيه وكتب صفراء ،أو رجل دين أشعث اللحية خلف ذلك


www.shahrour.org/video/h6.rm

صور توضيحيّة للميراث حسب الآيات



صورة توضيحيّة لما يقوم به الكهنوت حسب الفقه العباسي





حسبنا الله ونعم الوكيل

السبت، 23 أبريل 2011

العرش والكرسي ( وجهة نظر )

العرش
آيات عرش الرحمن كما جاءت في القرآن
التوبة الآية 129
فإن تولوا فقل حسبي الله لا إلـه إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
الإسراء الآية 42
قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا
طه الآية 5
الرحمن على العرش استوى
الأنبياء الآية 22
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون
المؤمنون الآية 86
قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم
المؤمنون الآية 116
فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم
النمل الآية 26
الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم
الزمر الآية 75
وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين
غافر الآية 15
رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق
الزخرف الآية 82
سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون
التكوير الآية 20
ذي قوة عند ذي العرش مكين
البروج الآية 15
ذو العرش المجيد

الآن هل هذه هي كل الآيات ؟؟؟؟
بالطبع لا فأنا إقتطعت بعضاً منها للتعليق في آخر المداخلة لنصل إلى معنى العرش الإلهي سويّاً
ولكن قبلاً لابد لنا أن نبحث في كل جذور ( ع ر ش ) المذكورة في القرآن
فجمع العرش الموجود في القرآن هوَ ( عروش )

البقرة الآية 259أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيـي هـذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام ........
الأنعام الآية 141
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
الأعراف الآية 137
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون
النحل الآية 68
وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون
الكهف الآية 42
وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا
الحج الآية 45
فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد

السؤال الآن ما المقصود بعروش القرية ؟؟ وماهي الجنّات المعروشة والأخرى غير المعروشة ... هل هي كراسي الحكم المطعّمة بالفسيفساء والتي يجلس عليها الملوك كما كنّا نعتقد بمجرد قراءة كلمة ( عرش )

يا سادة : الشخص الذي يبني بيتاً ويقوم بتأثيثه فقد بنى عرشاً له ..... فالبيت هنا هوَ عرش صاحبه
الغابات التي تكون أشجارها مقلّمة وأرضها ممهدة وهناك قنوات من المياه تجري فيها وووو .... فهي غابة معروشة
أمّا الغابات التي تكون أشجارها ملتفة وأرضها طينيّة سبخة وووو ...... فهي غابة غير معروشة
عندما أهلك الله القوم في تلك القرى البائدة بالعذاب والمذكورة في الآيات أعلاه ، أصبحت بعد العذاب خاوية على عروشها والتي بناها أهل تلك القريّة فكم من بيت مشيد وآبار محفورة وطرق معبّدة قائمة وعليها آثار الدمار لتشهد على صنيعتهم ، حتى من أنفق ماله في الأرض زرعاً وسقاية بعد أن كفر بالله أرسل الله عليها العذاب فأصبحت خاوية على عروشها فمات الزرع وأصبح ينفض كفيه....
يبدو أن الرؤيا بدأت تتضح


كل الآيات في القرآن والتي تستخدم كلمة العرش بفروعه تتحدث عنه بمعنى البناء والخلق والجمال إلا خمس آيات سأوردها لاحقاً
الآن سأورد الآيات الناقصة من العرش وأرجو منك عزيزي القارئ ان تعمل فكرك وعقلك لتفهم جيداً
يقول الحق سبحانه وتعالى
الأعراف الآية 54
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين
يونس الآية 3
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون
الرعد الآية 2
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون
الفرقان الآية 59
الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا
السجدة الآية 4
الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون
الحديد الآية 4
هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير
الإستواء على العرش هنا لا يعني الجلوس على كرسي الملك بعد أن أحكم الله قبضته على ما خلق ... هذه نظرة روائية من كتب التفسير ، وأهل ذلك الزمان لا يعلمون حجم الكون أو مدى إتساع التعقيد في الخلق وهذا هوَ أعلى ما يصلون إليه بفكرهم
إرجع وإقرأ الآيات هل ترى بعد الإستواء أي لفظ يدل على بيان خطابي للملك بعد أن عيّن نفسه حاكماً أبديّاً للكون ؟؟؟ .. سأضرب مثال :
"الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش الملك الحق لا إله إلا هو"
بالطبع لا
لأن إستوى على العرش تعني تولّى مقاليد ما خلق ولهذا نجد أن الآيات بعد الخلق في ستة أيام تتحدث عن إتصال وليس إنتهاء وإنقطاع (إغشاء الليل بالنهار وتدبير الأمر وتسخير الشمس والقمر ) وليس بيان خطابي من فوق كرسي الملك بعد أن يجلس عليه الحاكم
فالعرش يا سادة هو ( السماوات والأرض وما بينهما ) = ما نسميه في عصرنا الحالي بالكون

الآن إلى الآية التي تتحدث عن يوم القيامة وعن عرش الله
الحاقة الآية 17 
والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية
بالرجوع إلى الآيات السابقة لهذه الآية نجد أنها تتحدث عن بدأ البعث إقرأوا :
(((( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً
فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ
وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ
وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ))))
سنلاحظ أن ( الهاء ) في أرجائها تعود إلى السماء والأرض ، هذه واحدة
ثم يذكر عدد من يحمل العرش ( الكون ) وهم ثمانيّة بدون تحديد
إذن المنظر العام وحسب ما فهمناه من التحليل السابق هوَ الآتي
1- تقوم القيامة بالنفخ في الصور فتدك الجبال وتنشق السماء
2- يبعث الخلق في مكان جديد ويرون الملائكة على أرجاء العرش الذي كانوا داخله في يومٍ ما والذي تحمله ثمانية
3- يتقدم كل شخص ليعرض عليه عمله
ماهي تلك الثمانية التي تحمل الكون بعد إنهياره ؟؟؟؟
لا أدري حقيقة ، ولكنها بالتأكيد ليست ملائكة ، قد تكون تلك القوى الثمانية التي تحكم الكون والتي نعرف منها حالياَ ( قوى الجاذبيّة / قوى الكهرومغناطيسيّة / القوى النوويّة الكبرى / القوى النوويّة الصغرى ) وهناك قوى أخرى لم يكتشفها العلم بعد تتحكم في الكون من أصغر ما فيه على مستوى الأوتار إلى أعظم مافيه أو شيء آخر
شواهد أعتمدت عليها
يقول الحق سبحانه وتعالى :

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)
خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107)
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)

هنا تأكيد على أن عرش الله ( الكون ) لن يفنى وقد إستخدمه الله كعصفة ذهنيّة لنا لتقريب معنى الخلود في أصحاب الجنّة والنار فيبقى الكون محمولاً بتلك الثمانية حاضراً في أبديّة حتى يشاء الله
سيقول قائل يا سيمبا ماذا عن الآية 7 من سورة غافر
غافر الآية 7

الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم
فهذه الآية تؤكد على أن حملة العرش ليسوا ملائكة لأن الملائكة في يقين والآية تقول ( ويؤمنون به ) فهل هناك عاقل يقول بأن أقرب الملائكة إلى الله ومن يحملون عرشه الذي يجلس عليه ( يؤمنون به )
عرش الله كما قلنا هو الكون ومن يحملون العرش لم يظهروا على اليقين بل هم مؤمنون ، هذه واحدة.
والآية بلفظها
تتحدث عن وقتنا الحاضر لأنهم يستغفرون ويطلبون بالدعاء أن يقي الله عباده من عذاب الجحيم وفي يوم القيامة لا إستغفار لأن الحكم والفصل إنتهى ، يقول الحق {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ}
الخلاصة ليسوا ملائكة بل شيء آخر يحمل عرش الرحمن في وقتنا الحاضر وسيحمله في يوم القيامة أيضاً


نكمل
آية واحدة لا يمكن أن نتصورها في في هذه اللحظة إلا لو قال العلم كلمته فيها

هود الآية 7
وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هـذا إلا سحر مبين
يقولون أن الماء ظهر على سطح الأرض من باطنه ولكن هذا الماء لم يكن كافيا لتغطية ثلاثة أرباع اليابسة كما هي عليه اليوم ولهذا رجح العلماء أن الأرض تعرضت في بداية تكوينها إلى قصف متواصل من المذنبات والتي تحتوى على الماء في تركيبتها فالحياة مرتبطة بالماء وقد يكون تشكل الماء حول المجرات وفي أطراف الكون أمراً له علاقة بالآية

قبل أن نختم وحتى لا ندع مجالاً لأحد أقول :
خمس آيات فقط تتحدث عن العرش
بمفهومه المعاصر وكلها تتحدث عن ملوك الأرض

يوسف الآية 100
ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هـذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم
النمل الآية 23
إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء
ولها عرش عظيم
النمل الآية 38
قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني
بعرشها
قبل أن يأتوني مسلمين
النمل الآية 41
قال نكروا لها
عرشها
ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون
النمل الآية 42
فلما جاءت قيل أهكذا
عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين


الآن إلى آية الكرسي
لا اظن أن هناك شخص يعلم حجم الكون كما كان عليه سيدي رسول الله بل إنني أجزم بأن لا أحد من قبله وصف حجم الأرض والمجرة والكون كما وصف أحجامهم رسول الله
ولكن قبل أن نغوص في آية الكرسي وجب علينا تصحيح بعض المفاهيم

يقول الحق سبحانه في سورة البقرة :(اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
قالوا لنا ان الكرسي هوَ موضع القدمين للإله المستو على عرشه ، وأن العرش هو سرير له أربع قوائم ... ولا أظن أن مسلم يحمل ذرة من العقل يمكن أن يصدق هكذا تجسيمات للذات الإلهية في الفكر الإسلامي مالم يكن مسلم بالوراثة أو لا يعير هذه الأمور أي إهتمام

فما معنى كرسي ؟
كلمة كرسي مأخوذة من الجذر ( ك ر س ) وتأتي بمعنى : التَّلَبُّدِ والتّجَمُّعِ: فَالْكَرَّاسَةُ هِىَ الْجُزْءُ مِنَ الْكِتَابِ وكَذَلِكَ إِضْمَامَةٌ مِنَ الْوَرَقِ تُهَيَّأُ لِلْكِتَابَةِ فِيهَا والْجَمْعُ كُرَّاسٌ وكَرَارِيسُ وكُرَّاسَاتٌ، والْكِرْسُ هُوَ مَا تَجَمَّعَ وتَلَبَّدَ مِنَ التُّرَابِ وأَبْوَالِ الْبَهَائِمِ وغَيْرِهَا وأَبْعَارِهَا فِي الدَّارِ والْجَمْعُ أَكْرَاسٌ.
كَرِسَ فُلَانٌ يَكْرَسُ كَرَسًا أَىِ ازْدَحَمَ الْعِلْمُ فِي صَدْرِهِ فَهُوَ كَرِسٌ،وكَرَّسَ الشَّىْءَ
أَىْ ضَمَّ بَعْضَه إِلَى بَعْضٍ،وكَرَّسَ الْبِنَاءَ أَىْ أَسَّسَهُ،وكَرَّسَ جُهْدَهُ لِكَذَا أَىْ جَمَّعَهُ لَهُ ، وانْكَرَسَ عَلَى الشَّىْءِ أَىِ انْكَبَّ ، وتَكَارَسَ الشَّىْءُ وتكَرَّسَ أَىْ تَرَاكَمَ وتَلَازَبَ،وتَكَرَّسَ أُسُّ الْبِنَاءِ أَىْ صَلُبَ واشْتَدَّ والْمُكَرَّسَةُ مِنَ الْقَلَائِدِ هِىَ مَا نُظِمَ لُؤْلُؤُهُ فِي أَكْثَرَ مِنْ خَيْطٍ وَاحِدٍ ثُمَّ ضُمَّتْ فُرُوعُه وفُصِّلَتْ بِخَرَزٍ كِبَارٍ.


حتى هذه اللحظة نجد أن المعنى لا يخرج عن إحدى هذه : تلبد / تجمع / إنضمام / تراكم وتلازب
والسؤال الآن هوَ عن السبب في إطلاقنا لفظة الكرسي على ما تعارفنا عليه اليوم
وبعد بحث قرأته في إحدى الكتب وجدت أن لفظة الكرسي إطلقت على المقعد المصنوع من الخشب نتيجة
إجتماع أجزائه وتراكبها بعضها مع بعض
ولهذا كان من معان الجذر ( ك ر س ) مدلولها المادي أيضاً كالتالي :
والْكُرْسِيُّ هُوَ السَّرِيرُ وكَذَلِكَ الْعَرْشُ وكَذَلِكَ مَقْعَدٌ مِنَ الْخَشَبِ ونَحْوِهِ لِجَالِسٍ وَاحِدٍ والْجَمْعُ كَرَاسِيُّ
إذاً نحن أمام معنيين للكرسي
1- هوَ موضع القدمين كما في المرويات
2- هوَ تجمع وتراكم وتلازب للمادة يسع في محيطه كلاً من السماوات والأرض .... وهيَ ما نطلق عليه اليوم لفظة المجرّة وقال الله عنها (مجازاً) الكرسي ، للدلالة على ذلك البناء المنظم والذي إشتد وتكرّس من مادة الكون في بقعة واحدة



فأيهما أقرب للمعنى الصحيح ؟

الآن لنقرأ هذا الحديث
126013 -
قلت : يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم ، قال : آية الكرسي ، ثم قال : يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي (وفي رواية : ما السموات السبع في الكرسي) إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 6/556
خلاصة الدرجة: مشهور له طرق
الحلقة في الرواية لها مدلول لا يغيب عن أصحاب العقول والرسول يقول فيها أن حجمنا بأرضنا وسمائنا بالنسبة إلى الكرسي ( المجرّة ) كنسبة حجم الخاتم الملقى في فلاة من الأرض ، والفلاة هي الأرض الواسعة كالصحراء (((يبدو أن سيدي رسول الله كان يعلم بأن حجم الأرض لا يساوي شيئاً بالنسبة إلى المجرة التي تحتويه)))
ولنقرأ في رواية أخرى
176213 -
ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 1/11
خلاصة الدرجة: منقطع وقد روي عنه من طريق أخرى موصولا
هنا ينتقل سيدي رسول الله إلى المقارنة بين المجرة ( الكرسي ) والكون ( العرش ) فيقول في الرواية الأولى إن فضل الكون على المجرة في إحتوائه لها ....... كفضل الفلاة على ذلك الخاتم ويضع لنا مقارنة مماثلة في الرواية الثانية عن نسبة الأحجام ونلاحظ أنه ذكر المجرة على شكل حلقة أيضاً لأصحاب العقول
وعندما نجمع الحديثين نخرج بمفهوم عام يصف حجمنا بالنسبة لملكوت الله فنحن بأرضنا وسمائنا كمثل حلقة في سطح صحراء لا تكاد تظهر هذه الحلقة على سطحها ، وهذه الصحراء كمثل حلقة لا تكاد تظهر على سطح صحراء أكبر  بالمختصر
محمد يعلم أبعاد الكون تماماً بناءاً على المرويات


ملاحظة بسيطة :
إن كان الكرسي هو موضع القدمين كما يحلوا لهم في تفسيرها فكيف بالله عليكم يكون حجمه بالنسبة للعرش بهذا الحجم الصغيييييييييييييير جداً جداً !
تخيل أن يكون لك سرير وبجانبه موضع لقدميك بحجم ذرة ، كيف ستضع عليها قدميك ?!


الأربعاء، 20 أبريل 2011

إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون .. (مجتمعنا كنموذج)



تراجع عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن رأيه الفقهي المتعلق بلبس المرأة للعباءة على الكتف، إذ أجاز ذلك شريطة أن تكون العباءة غير لافتة للنظر.
وقال المنيع «أول ما بدأت العباءة على الكتف قبل خمس سنوات أو نحوه كنا نستنكرها ونقول لا يجوز؛ لأن هذا نوع من الشذوذ في اللباس ونحو ذلك، وأن المرأة التي تلبس العباءة بهذه الصفة قد تكون محل استهداف وقد تؤذى أو يظن بها الظن السيئ».
وأضاف «لكن اليوم نظرا لأنه كثر الآن لبس العباءة على الرأس أو الكتف، فنقول لا يظهر بأس في ذلك، لكن بشرط ألا تكون العباءة ضيقة أو خفيفة تبرز مفاتن المرأة، فإذا كانت عباءة ساترة ليس فيها ما يدعو إلى لفت النظر إليها فلا يظهر مانع من ذلك».


دائماً ما كنت أردد  بين أصدقائي أن السعودية لن تقوم لها قائمة طالما أن رجال الكهنوت يسيطرون على شتى مناحي الحياة فيها وذلك مصداقاٌ لقول الحق سبحانه ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)
من الغريب أن يتراجع الشيخ إبن منيع عن فتوى تحريم لبس العباءة على الكتف ، والأغرب من ذلك هوَ أن نتعرّف على سبب التحليل ، فهل زالت علة التحريم حتى تصبح تلك العباءة حلالاً زلالاً لنساء السعودية ؟
حسناً دعونا نقرأ علة التحريم التي ساقها علماؤنا وبعدها لنرى هل قام الشيخ بتحليلها لغياب تلك العلل ، أم أنه كان يعلم مسبقاً بأنها حلال في أصلها ولكنه حاول الحفاظ على عادات المجتمع في لبس العباءة وذلك بإصباغها صبغة دينية إفتراءاً منه ومن غيره على الله.

لنقرأ رد الشيخ عبد الرحمن السحيم على إحدى الأخوات تسأله عن لبس العباءة على الكتف بحيث تكون فضفاضة وخالية من أي نوع من التطريز ومن رد هذا الشيخ على الأخت السائلة يمكننا أن نقرأ علة التحريم حيث يقول :
عباءة الكتف فيها عِدّة محاذير ، منها :
الأول : أنها تشبّه بالرجال ؛ فالرِّجال هم الذين يلبسون العباءة على الكتف ، والمرأة تلبسها على رأسها .
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال ، كما عند البخاري .
ولما قيل لعائشة رضي الله عنها : إن امرأة تلبس النّعل . قال : لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل . ولعن رسول الله الرَّجُلَة من النساء . رواهما أبو داود وغيره ، وصححهما الألباني .
الثاني : أنها تصِف حجم الأعضاء ، ابتداء من الرأس ، فالكتِفَين .
قال أسامة بن زيد : كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهداها فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك لم تلبس القبطية ؟ قلت : يا رسول الله كسوتها امرأتي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : مُرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها . رواه الإمام أحمد وغيره .
الثالث : دخولها تحت الوعيد .
قال عليه الصلاة والسلام: رُبّ كاسِية في الدّنيا عَارِيَة في الآخِرَة. رواه البخاري .
قال ابن حجر: كاسِية جَسدها، لكنها تَشُدّ خِمَارَها مِن وَرَائها فَيبْدُو صَدْرَها، فَتَصِير عَارِيَة، فَتُعَاقَب في الآخرة. اهـ.
وهذا ينطبق على مَن تَلْبَس الضَّيِّق ، وعلى مَن تَلْبس العَبَاءة على الكَتِف ، لأنّهَا لا تَسْتُر تَقَاطِيع جَسَدِها .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوه والارشاد بالرياض


يحق لنا الآن بعد قراءة علل التحريم التي ساقها المحرِّمون أن نسأل الشيخ إبن منيع عن سبب إباحته لعباءة الكتف! - فهل زالت تلك العلل أم هي باقيّة ؟ - يا شيخنا والله لا أجد مبرراً للإباحة سوى أن تلك العلل قد تم إقحامها لتبرير التحريم حفاظاً على عادة المجتمع فقط وليس شرعاً منزلاً تفترون به على الله ، يا شيخنا إحترموا عقولنا ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ، فالحرام يحمل الطابع الأبدي وعلة التحريم لا تنفك عن المحرّم بتقادم الزمن كما تفعل أنت ومن هم أمثالك سامحكم الله
وعليك أن تعلم أنه كلما قلَّ عدد المحرمات كلما زاد التزام الناس بها وزاد عدد المتمسكين بها. وكلما كثر عدد المحرمات نقصت شدة تمسك الناس بها وقل عدد الملتزمين.( المفكر الإسلامي محمد شحرور )
يا شيخنا إترك المرأة على طبيعتها في حب التغيير وطلب كل جديد فوالله لن تستطيع لا أنت ولا غيرك على تبديله وإن إستخدمت في ذلك شرع الله زوراً وبهتاناً
يا شيخنا كم من المحرمات إفتريتم عبر الزمن ثم سكتم عنها عندما رأيتم الناس يرمون بفتاواكم عرض الحائط ولولا خوفي أن أطيل بذكرها هنا لفعلت ، فرحمونا وإرحموا أنفسكم وإرحموا عقولنا وعقولكم
إن قولكم أن إنتشار عباءة الكتف سبب في حليّتها لن تقنع الصغير قبل الكبير بل هي تثبت أنه كان حلالاً في أصله وأنتم من أفتى بحرمته خوفاً على تغيير عادة المجتمع... فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ضيّق علينا بغير وجه حق

الأربعاء، 2 مارس 2011

حل مشكلة جدة رياضياً

بعد مضي اللحظة التاريخية التي إنتظرها الجميع وبعد جملة المكرمات التي لم ترضي الشعب أو لنقل أنها لم تكن بالمستوى المأمول
أرى أن نعود إلى واقعنا المعتاد بعد بلع حبتين من البندول المعزز بكأس من الليمون
عسى أن تعود الأمور إلى سابق عهدها للنظر بتجرد إلى مستقبلنا الميمون ( عساه أن يكون كذلك دائماً بإذن الله )


عني وقبل عودة الملك معافى إلى أرض الوطن كنت أنتظر قراراً يضع حداً للسرقة والإختلاس وخصوصاً من أموال التنميّة ومشاريع البنى التحتية للبلد هذا طبعاً بجانب ما سمعناه بالأمس عبر وسائل الإعلام ، وطالما أن الأمور لم تتعدى المكرمات والتي بدورها لن تزيد من مستوى التنميّة المستدامة وطالما أنها لم تصل للأسف إلى حد إصدار القرارات التي تصب في صالح البلد ، فإليكم ما كنت أراه كحل وحيد لمشكلة النهب والسرقة من المال العام دون فائدة للبلد
الحل يا إخوان بسيط جداً وهو ضرب السرقة بالسرقة

دعونا نترك الموضوع قليلاً لنعود إلى القرارات التي صدرت بخصوص كارثة جدة الأخيرة وأقول بلسان حالي وبلسان كل مواطن أو مقيم في مدينة جدة أننا قد
إستبشرنا خيراً بصدور الموافقة السامية بإسقاط نظام المناقصات والعطاءات والذي كان حجر عثرة في طريق تنفيذ المشاريع الحكوميّة بمواصفات عالميّة كونه يعتمد على طريقة متخلفة في ترسية المناقصة لأقل سعر وإستبشرنا خيراً أيضاً بصدور الأوامر بتكليف مكاتب هندسيّة واستشارية عالمية لدراسة مشروعات تصريف مياه الأمطار بجدة والاستعانة بخبراء عالميين وشركات عالمية للتنفيذ وهذه أمور تقلِّص كثيراً من إختلاسات المال المخصص للمشاريع وتشتتها بين أيادي المتنفذين - أو لنكن دقيقين في الوصف ونقول نهشها - من قبل أول الهرم والذي يقبض مبلغ المشروع من مؤسسة النقد إلى أصغر مدير في إحدى شركات الباطن
هذه القرارات إن تم تفعيلها كما هوَ منصوص فإننا سنجد أنفسنا أمام رأس الهرم فقط أو أول سارق - وأقول عنه سارق كونه إن كان نزيها ويحافظ على المال العام لما تجرأ من هم دونه على الإختلاس خوفاً من المسائلة - و رأس الهرم هذا هو من أريد تطبيق نظام تقديم السرقة عليه كأحد الحلول التي أراها.
لنأخذ مثال :
لو أن طريق بطول 100 كيلومتر مكون من خطين بكلى الإتجاهين يحتاج إلى مبلغ 30 مليون للسفلتة والإنارة على أساس أن كل كيلو متر يكلف 300 ألف ريال وفقاً لمعايير عالمية فإننا في الماضي كنا نتعامل مع شركات تعمل بالباطن لحساب شركات كبرى لا يصل إلى خزينتها إلا الفتات لتحاول أن تنجز به المشروع حسبما إتفق لتدرأ عن نفسها الخسارة وأيضاً لتحافظ على العقود القادمة لنجد في المحصلة أن ما قد تم تخصيصه من مبلغ للكيلومتر الواحد قد تقلص ليصل إلى 15 ألف ريال بدلأ من الـ 300 ألف المخصصة منذ البداية وبالنتيجة نجد أنفسنا قد خسرنا المال وخسرنا الإنجاز معاً


الآن إلى الجد :
في الرياضيات نجد أن ضرب الأعداد الموجبة يعطينا أعداداً موجبة فـ 2*2 = 4 وأيضاً -2*-2 = 4 وكأن الرياضيات تخبرنا أن المحصلة دائماً إيجابيّة في حالة الإشارات المماثلة ولكنها تكون دائماً سلبيّة إن كان أحد الطرفين سالباً 
ما يحصل عندنا هو أن الدولة تزيد من مخصصات القطاعات وهذا فعل إيجابي(+) ولكن بقاء اللصوص ذوي الفعل السلبي (-) يجعل النتيجة دائماً سلبيّة (-)
وما فعلته القرارات الأخيرة من إلغاء للمناقصات وتحويل المشاريع من أيدي شركات الداخل التي نخرها الفساد إلى أيدي الشركات الأجنبيّة هوَ بكل تأكيد فعل إيجابي (+) ولكن يبقى رأس الهرم القابض للمخصصات ذو فعل سلبي (-) فتتحطم آمال المشروع مرة أخرى وتخرج كسابقيها ولكي نقوم بتحويل فعله السلبي إلى إيجابي وجب علينا أن نضربه بفعل سلبي مماثل والسؤال هنا هوَ عن الكيفيّة ؟
والكيفيّة بسيطة جداً وهو بتقديم مبلغ إضافي ذو فعل سلبي موازي للمبلغ الذي كان يختلسه من المشروع ولكن بشيك منفصل (هذا الفعل ليس أخلاقيّاً ولكنه الطريقة الوحيدة لكف يده عن مبلغ المشروع )
فتكون عندنا المسألة الرياضية التالية :
+ مبلغ المشروع المخصص بالكامل * ( - مبلغ إضافي لحساب المستفيد * - إختلاسات رأس الهرم ) = مشروع منجز حسب المعايير المطلوبة
ولأن المبلغ الإضافي يقوم بشطب الإختلاسات فإننا ببساطة نكون قد شطبنا الطرف الثاني كونه تحول إلى +1 والضرب في 1 لا يؤثر على النتيجة بديهيّاً فتكون النتيجة النهائية
مبلغ المشروع المخصص بالكامل = مشروع منجز بالكامل حسب المعايير المطلوبة


قد يعترض البعض على هذه الطريقة وأقول له " أنت واهم إن إعتقدت مجرد إعتقاد أن الفساد يمكن أن يزول بين ليلة وضحاها أو نتيجة لقرارات توعدك بذلك ، لا يا سيدي إن الفساد ضارب بأطنابه وبدل أن نلعن الفساد طيلة الدهر ولا نلمس تغييراً في تنميتنا وبنيتنا البيئية والإقتصادية يمكننا بدلاً من ذلك أن ندعمه ، فأقلها عندما ندعم الفساد نكون قد كسبنا بلداً رغم خسارتنا لأموال إضافية وهذا خيرٌ لنا من أن نخسر المال والبلاد.